طائرة تابعة لطيران الشرق الاوسط في مطار بيروت

تشن روسيا غارات هي الاعنف في شرق سوريا ضد تنظيم داعش منذ بدء النزاع قبل نحو خمس سنوات، وتزامن ذلك مع تغيير لبنان مسار بعض رحلاته الجوية لتفادي تمارين موسكو العسكرية في البحر المتوسط.

وفي مواجهة تزايد خطر الجهاديين بعد اعتداءات باريس وتفجير الطائرة الروسية في الاجواء المصرية، تبنى مجلس الامن الدولي قرارا يتيح اتخاذ "الاجراءات اللازمة" لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية.

واستهدفت الطائرات الحربية الروسية والسورية السبت محافظة دير الزور (شرق) غداة مقتل 36 شخصا على الاقل واصابة العشرات بجروح جراء سبعين غارة جوية شنتها تلك الطائرات على مناطق عدة في المحافظة، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

وبحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن فإن "هذا القصف الجوي هو الاعنف الذي تشهده محافظة دير الزور منذ اندلاع الثورة السورية منتصف اذار/مارس 2011".

وقال عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "يواصل الطيران الحربي الروسي والتابع للنظام السوري شن غارات مكثفة في محافظة دير الزور وتتركز اليوم على حقل التيم النفطي (جنوب مدينة دير الزور) مستهدفة الصهاريج النفطية".

وتعهدت كل من موسكو وواشنطن في الايام الاخيرة تكثيف استهدافها صهاريج النفط في مناطق سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية. وتشكل عائدات تهريب النفط احد ابرز مصادر التمويل للتنظيم.

وطال القصف الجوي الجمعة احياء عدة في مدينة دير الزور واطرافها ومدن البوكمال والميادين وبلدات وقرى اخرى في المحافظة، بالاضافة الى ثلاثة حقول نفطية.

ومنذ العام 2013 يسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على الجزء الاكبر من محافظة دير الزور وعلى حقول النفط الرئيسية فيها وهي الاكبر في البلاد من حيث كمية الانتاج.

ويسعى التنظيم منذ اكثر من عام لوضع يده على كامل مدينة دير الزور، مركز المحافظة، فضلا عن مطار دير الزور العسكري.

وتستمر الاشتباكات السبت بين قوات النظام والجهاديين في محيط المطار العسكري "الذي شهد فجر الجمعة هجوماً عنيفاً من قبل التنظيم في محاولة لاقتحامه"، وفق المرصد.

وتشن روسيا منذ 30 ايلول/سبتمبر غارات جوية في سوريا تقول انها تستهدف التنظيم المتطرف و"مجموعات ارهابية" اخرى. وتكثف موسكو حملتها الجوية هذه منذ تعهد الرئيس فلاديمير بوتين معاقبة المسؤولين عن تفجير الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء المصرية الشهر الماضي ما اسفر عن مقتل 224 شخصا على متنها.

تهديد دولي

وبالاضافة الى الغارات الجوية المكثفة، استهدفت روسيا محافظات سورية عدة بصواريخ عابرة للقارات اطلقتها من بحر قزوين، وفق ما اعلن وزير الدفاع الروسي الجمعة. وهي المرة الثانية التي تلجأ فيها موسكو الى تلك الصواريخ الاستراتيجية منذ بدء حملتها في سوريا.

وبحسب موسكو فان تلك الصواريخ الاستراتيجية اسفرت عن مقتل 600 مقاتل على الاقل.

وعلى صعيد دولي، تبنى مجلس الامن الجمعة قرارا اقترحته فرنسا يتيح حرية االتحرك لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية.

ويلحظ القرار "الطلب من الدول التي لديها القدرة على ذلك ان تتخذ كل الاجراءات اللازمة، بما يتفق والقوانين الدولية، ولا سيما شرعة الامم المتحدة، (...) في الاراضي الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق".

وفي فرنسا يلتقي الرئيس فرانسوا هولاند الاثنين رئيس الحكومة البريطاني دايفيد كاميرون لبحث الازمة السورية وتهديد الجهاديين، بعد حوالى اسبوع على اعتداءات باريس التي سقط ضحيتها 130 شخصا.

ومن المفترض ان يلتقي هولاند الاسبوع المقبل كل من نظيريه الروسي والاميركي باراك اوباما والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل.

لبنان يعدل مسار رحلاته

عمد لبنان السبت الى تعديل مسار رحلات جوية من والى مطار بيروت باتجاه الجنوب بعد طلب من روسيا لتجنب المنطقة التي تجري فيها تمارين عسكرية في المتوسط لمدة ثلاثة ايام.

وقال وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر امس لفرانس برس "طلبت روسيا من السلطات اللبنانية الا تحلق الطائرات المنطلقة من مطار بيروت نحو الغرب فوق منطقة محددة في المياه الاقليمية في البحر الابيض المتوسط بسبب المناورات البحرية التي تجريها روسيا في 21 و22 و23 الشهر الحالي".

واكد مصدر رفيع في مطار بيروت لفرانس برس تعديل مسار الرحلات المغادرة او القادمة من بيروت باتجاه جنوب لبنان. وافادت ادارة طيران الشرق الاوسط ان "بعض الرحلات الجوية المتجهة إلى دول الخليج العربي والشرق الأوسط ستستغرق وقتا أطول بسبب سلوكها مسارات جوية جديدة".

واعلنت الخطوط الجوية الكويتية على موقعها على انستغرام تعليق رحلتين الى بيروت السبت كـ"إجراء أمني احترازي (...) بناء على معلومات أمنية بوجود حظر على بعض المسارات الجوية المؤدية" الى هناك.

واشارت وكالة دوغان التركية الى الغاء الخطوط الجوية التركية رحلتين الى بيروت مساء الجمعة "لاسباب امنية"، الا ان رحلاتها استمرت بشكل طبيعي السبت.