واشنطن - فلسطين اليوم
سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على ما وصفته بـ "حرب كلامية"، نشبت بين الولايات المتحدة وروسيا في الآونة الأخيرة بشأن العمليات العسكرية الجارية ضد تنظيم "داعش" في سوريا، مشيرة الى تنوع التقارير التي أصدرتها كل دولة حول عدد الضربات الجوية وكم الأهداف التي دمرتها في قتالها ضد "داعش
وذكرت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أن الولايات المتحدة أعلنت خلال يومين في أوائل الأسبوع الجاري، أن طائرات التحالف نفذت 23 ضربة جوية في سوريا، نتج عنها تدمير قرابة 30 سيارة ومبنى ووحدات تكتيكية تابعة لـ "داعش"، بينما في المقابل أعلنت روسيا، خلال نفس اليومين، أن طائراتها ضربت 472 "هدفا إرهابيا" في سوريا، من بينها مستودع نفطي يسيطر عليه التنظيم و 80 شاحنة ناقلة للبترول
وقالت الصحيفة إن الأرقام التي ذكرها الجانبان كانت تصدر كل يوم تقريبا على نحو منفصل من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ووزارة الدفاع الروسية، مشيرة إلى أنه خلال ثمانية أسابيع منذ بدء العمليات الجوية الروسية في سوريا، زعم الجيش الروسي أنه نفذ عددا من العمليات يفوق ما نفذته الولايات المتحدة وأنه دمر آلاف الأهداف
وأضافت، أن الجيشين الأمريكي والروسي واصلا تبادل المناوشات اللفظية منذ بدء العمليات العسكرية الروسية في سوريا في 30 سبتمبر الماضي، فيما تكرر انتقاد كل طرف لتكتيكات وأهداف الآخر
ومضت قائلة، الأكثر أهمية من ذلك،إن الاتهامات المتبادلة بالكذب الصريح حول ما يفعله الطرف الآخر يوضح كم الصعوبات التي تواجهها واشنطن وموسكو بشأن التعاون في قتال "داعش"، فيما بدا هذا الهدف أكثر بعدا هذا الأسبوع بعد حادث إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا، التي تعد أحد أعضاء التحالف
ويرى الجيش الأمريكي أن روسيا طالما بالغت في أنشطتها ونجاحاتها في سوريا، وأن الغالبية العظمى من هجماتها لم تكن تستهدف تنظيم "داعش" ولكنها استهدفت قوات معارضة، ممن دعمها التحالف، تقاتل ضد نظام بشار الأسد
وردا على ذلك، اتهمت روسيا الولايات المتحدة بالكذب حول الأهداف التي ضربها الطيران الروسي، قائلة إن "التصريحات الأمريكية جاءت دون تقديم أي دليل ودون وقائع معينة ونسبت الى مصادر غير محددة"، بحسب تصريحات لوزارة الدفاع الروسية هذا الأسبوع
وفي أحدث تلك المناوشات اللفظية، قللت قيادة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من إعلان الجيش الروسي عن تدمير 500 ناقلة بترول تابعة لـ "داعش" في عملية عسكرية واحدة، وذلك بعد أن قال الأمريكيون إن طائراتهم دمرت 116 ناقلة بترول. واعتبرت قيادة التحالف أن تدمير 500 شاحنة في عملية واحدة "أمر مستحيل
وفي الوقت ذاته، قالت الولايات المتحدة إن روسيا تسببت في وقوع خسائر طائلة بين صفوف المدنيين بسبب "ضرباتها غير الموجهة"، ونسبت الى جماعات حقوقية، القول إن أكثر من 1000 مدني قتلوا، من بينهم 100 طفل، في الضربات الجوية الروسية.