السيناتور بيرني ساندرز

افتتح السيناتور بيرني ساندرز (74 عاماً) الحملة الرئاسية رغم عدة ثغرات، فهو مغمور تقريباً، ولا يملك المال ويواجه المرشحة الأوفر حظاً هيلاري كلينتون، لكن هذا المرشح المطالب بـ"ثورة سياسية" فرض نفسه منافساً جدياً في السباق، وسيجرى الإثنين الاختبار الكبير الأول بين المرشحين الديموقراطيين خلال الانتخابات التمهيدية في ولاية أيوا.

ويعبر السناتور عن ولاية فيرمونت الصغيرة (شمال شرق) والاشتراكي المعلن، بيرني ساندرز، عن رفضه الشديد لوول ستريت والتفاوت الاجتماعي المتزايد في الولايات المتحدة، وهو ينتقد نظاماً سياسياً تتحكم فيه كما يقول وول ستريت ومجموعات الضغط وتواطؤ رجال السياسة مع عالم المال.

ويريد ساندرز المدافع الدؤوب عن الطبقة الوسطى، زيادة الحد الأدنى للأجور 15 دولاراً في الساعة (7.25 دولارات حالياً على المستوى الفدرالي)، وينادي بتأمين طبي شامل على غرار النموذج الأوروبي، ويقول إنه "يريد حكومة تعمل من أجل الجميع، ولا تقتصر جهودها على حفنة من الناس في القمة". ويعتبر التغيرات المناخية تهديداً بالغ الخطورة.

ورغم دخوله المعترك السياسي منذ فترة طويلة، لا يزال بيرني ساندرز يعتبر دخيلاً. وهو ليس خطيباً مفوها وليس شخصية جذابة، ولا يحرص هذا المثابر الذي أحنت السنين ظهره قليلاً، والمعروف بشعره الأبيض المشعث على إسماع الناس ما يرضيها.

لكن بعد دونالد ترامب، فهو الذي يجتذب الجماهير الغفيرة الى لقاءاته الانتخابية. ويضم جمهوره عدداً كبيراً من الشبان المسحورين بهذا السبعيني الذي يجرؤ على الحديث عن "ثورة سياسية" ويعد بمجانية التعليم الجامعي في بلد يبلغ فيه متوسط ديون الطلبة 35 ألف دولار.

ويرى هؤلاء الشبان أن كلمة "اشتراكي" لم تعد تثير النفور كما كانت الحال عليه بالنسبة لأهاليهم. وقد فوجىء شخصياً بالنجاح الذي أحرزه.

وعندما تنتقد هيلاري كلينتون تدني مستوى معرفته بالسياسة الخارجية، يرد بأن أهم عملية تصويت في التاريخ الأمريكي الحديث، كانت التصويت على الحرب في العراق، التي أيدتها كلينتون وعارضها هو.

وعندما يتهم بالتطرف، يطرح النموذج الإسكندينافي. ويضيف "أعتقد أني لا أطرح فكرة متطرفة إذا ما قلت أن من يعمل 40 ساعة في الأسبوع ينبغي إلا يعيش فقيراً". ولا يتردد في القول إنه "سيعمد إلى زيادة الضرائب".

نقلا عن أ.ف.ب