كييف - فلسطين اليوم
قررت كتلة "ساموبوموش" الأوكرانية الخروج من الائتلاف الحاكم في الرادا العليا (البرلمان)، ما يعني انهياره لخسارته أغلبية الأصوات.
أعلن عن ذلك في مؤتمر صحفي الخميس 18 فبراير/شباط رئيس الكتلة أوليغ بيريزيوك، قائلا إن كافة ممثلي الحزب استقالوا من الحكومة ومن رئاسة الرادا، لأن "رئاسة الحزب توصلت إلى عدم إمكانية تواجد كتلة ساموبوموش في اتحاد مع قوى سياسية باتت مشاركة بانقلاب أليغارخي في البرلمان، والكف عن المشاركة في الائتلاف البرلماني".
وأوضح بيريزيوك أن هذا القرار اتخذ على خلفية فشل البرلمان يوم 16 فبراير/شباط بإقالة الحكومة، معتبرا أن "الشعب الأوكراني أصبح شاهدا على مؤامرة صريحة بين القيادة العليا في الدولة من جهة، والأليغارخية والقوى الخاضعة لسيطرتها في البرلمان من جهة أخرى، إذ جرت محاولة لتكريس السلطة من قبل المسؤولين المختلسين والأليغارخية في أوكرانيا".
وأضاف أنه "بات واضحا اتحاد السلطة، الذي دخل فيه جزء من كتلة ئتلاف (الرئيس) بيترو بوروشينكو، "نارودنيي فرونت" وشظايا حزب الأقاليم الخاضع لسيطرة عدة أليغارخية. وهذه الأعمال نزعت الشرعية من حكومة أوكرانيا، وتعتبر اعتداء على نظام الدولة في البلاد ودمرت نهائيا الائتلاف البرلماني "أوكرانيا الأوروبية".
يذكر أن أعضاء البرلمان انتقدوا خلال جلستهم الثلاثاء 16 فبراير/شباط عمل الحكومة الأوكرانية واعتبروا أداءها غير فعال، إلا أنهم لم يتمكنوا من الحصول على 226 صوتا أثناء التصويت الضروري لسحب الثقة من الحكومة الأوكرانية.
وقد صوت 194 نائبا فقط لصالح قرار سحب الثقة، بينهم معظم أعضاء كتل "ائتلاف بيترو بوروشينكو" و"باتكيفشينا" و"ساموبوميتش" والحزب الراديكالي، بينما عارضته كتلة "الجبهة الشعبية" التابعة لرئيس الحكومة إضافة إلى مجموعتي "النهضة" و"إرادة الشعب". وامتنع معظم أعضاء كتلة "الائتلاف المعارض" عن التصويت. وهو ما أدى إلى انقسام البرلمان.
وأدى إنسحاب كتلة "ساموبوموش" من الائتلاف إلى فقدانه أغلبية الأصوات الضرورية لاستمراه في الرادا أي 226 صوتا، وتبقى فيه 212، حيث ينص القانون في هذه الحالة على منح التشكيلة البرلمانية شهرا لتشكيل تحالف جديد يملك العدد السابق من الأصوات، وإلا سيتم حل الرادا وتعيين انتخابات جديدة.
ياتسينيوك يسعى إلى تشكيل تحالف جديد
في غضون ذلك، يستمر رئيس الوزراء أرسيني ياتسينيوك برفض مغادرة منصبه على الرغم من انهيار الائتلاف الحاكم في الرادا العليا الذي أنشأه مكتبه منذ عام.
كما أنه بادر الخميس إلى إجراء مشاورات جديدة حول تشكيل ائتلاف جديد.
ودعا ياتسينيوك في معرض تعليقه على خروج الـ"ساموبوموش" من الائتلاف إلى "نسيان الابتزاز السياسي وتغيير قواعد السياسة الأوكرانية".
وقال بهذا الصدد: "أستطيع التعاطف معهم فقط، إذ يجب تعلم كيفية تحمل المسؤولية السياسية، لكننا لن ندع الحكومة تغرق في مستنقع اللاستقرار والفوضى".
واستمر مؤكدا أن "يدي ممدودة للرئيس ولكتلته، وليست يدي فقط، بل وكل كتلة "نارودنيي فرونت" التي تعتبر مع الكتلة الرئاسية سوية أساسا للائتلاف والتغييرات في البلاد.. التي يجب أن تصبح أوروبية".
وأضاف: "سأجري اليوم مشاورات مع الحزب الراديكالي وسأتكلم مرة أخرى مع الرئيس ورئاسة كتلته".
وقبل التصويت بشأن سحب الثقة تبنى البرلمان بيانا اعتبر فيه عمل الحكومة غير مرض، ما أدى إلى نشوء وضع قانوني وسياسي متناقض في أوكرانيا، حيث ينص القانون على أن البرلمان لا يمكن أن يعود إلى مسألة سحب الثقة عن الحكومة إلا في دورته المقبلة.
وقال رئيس كتلة "ائتلاف بيترو بوروشينكو" يوري لوتسينكو إن مجلس الوزراء الأوكراني الحالي فقد دعم البرلمان رغم فشل سحب الثقة منه رسميا، مضيفا أن الحكومة لن تتمكن من تمرير قوانينها في البرلمان.