اوسلو - فلسطين اليوم
أعلنت النرويج أنها تخطط لإعادة عدد من طالبي اللجوء السوريين إلى روسيا، وذلك بعد أن دخلوا الأراضي النرويجية عن طريق مقاطعة مورمانسك الروسية.
وقال وزراء في الحكومة النرويجية أن عدد السوريين الذين من المخطط ترحيلهم إلى روسيا في ازدياد، وذلك انطلاقا من أنهم قد أقاموا في الأراضي الروسية لفترات طويلة، ولهم الحقوق في البقاء في أراضيها بصفة شرعية.
وحسب إحصائيات مديرية الهجرة النروجية، ازداد عدد اللاجئين الذين دخلوا النرويج من الأراضي الروسية من 12 شخصا في عام 2014 إلى قرابة 1200 شخص هذا العام. وعلى الرغم من أن الرحلة عبر مقاطعة مرومانسك الواقعة في المنطقة القطبية، طويلة، إلا أنها أكثر أمنا بالمقارنة مع عبور البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى كون هذا الطريق شرعيا.
لكن الحكومة النرويجية ستشرع بدءا من الأسبوع القادم بترحيل السوريين الذين أقاموا في الأراضي الروسية لفترات طويلة، قبل توجههم إلى النرويج.
وقال وزير العدل النرويجي أندرس انوندسن من الحزب التقدمي في تصريحات للإذاعة العامة: بعض أولئك الذين يعبرون معبر ستورسكوغ، عاشوا لفترات طويل في روسيا ولهم حق الإقامة هناك. إنهم لا يهربون من الحرب أو الفقر أو الجوع".
وأردف قائلا: "كان لهم مكان إقامة آمن في روسيا. أما نحن فلدينا اتفاقية ترحيل متبادلة مع موسكو، وعلينا أن نستخدمها".
هذا وبحث وزير الخارجية النرويجي بورج بريندي هذا الموضوع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في مكالمة هاتفية جرت في وقت متأخر من الأربعاء 14 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال الوزير وهو عضو في حزب المحافظين اليميني الوسطي في تصريحات للإذاعة العامة صباح الخميس 15 أكتوبر/تشرين الأول: "إنني طلبت من لافروف تلخيصا ما للأسباب التي يراها وراء هذه الظاهرة".
وتجدر الإشارة إلى أن الحزب التقدمي وحزب المحافظين يحاكمان النرويج في إطار حكومة الأقلية. وعلى الرغم من أن النرويج ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي، أنها جزء من منطقة شنغن للتنقل الحر.
لماذا يختار العديد من السوريين التوجه إلى أوروبا عن طريق القطب الشمالي؟ إنها رحلة مكلفة ولكن آمنة نسبيا، إذ يدخل معظم اللاجئين الأراضي الروسية بتأشيرات سياحية، ويصلون موسكو على متن طائرات قادمة من بيروت. ومن موسكو يركب هؤلاء الطائرة أو القطار إلى مورمانسك، ومن ثم بسيارة الأجرة يتوجهون إلى بلدة نيكيل الروسية القريبة من الحدود.
وفي السابق كان حرس الحدود الروسي يرفض السماح لمن ليس له تأشيرة الدخول إلى منطقة شنغن، بالمرور باتجاه معبر ستورسكوغ النرويجي، لكن الأوضاع السياسية تغيرت، وبات الجانب الروسي يقول إنه يحق لأي شخص دخل الأراضي الروسية بصورة شرعية مغادرتها كما يشاء، أما مدى شرعية دخوله إلى دولة أخرى فليس شأنا من شؤون روسيا.
وفي نهاية المطاف، يغادر السوريون الأراضي الروسية بصورة شرعية ويقدمون طلب اللجوء مباشرة إلى حرس الحدود النرويجي. ولا يحق للجانب النرويجي رفض دراسة تلك الطلبات، ولذلك يتم إرسال اللاجئين بالطائرة إلى أوسلو حيث يوجد مركز إيواء مؤقت. ومن اللافت أن النرويج لم تستنفذ بعد الحصة المحددة لاستقبال اللاجئين في هذا العام، وهي قرابة 8 آلاف شخص. ولذلك يزداد الطريق الشمالي شعبية في صفوف اللاجئين السوريين الراغبين في دخول أوروبا.
وهناك صعوبة واحدة، تواجه السوريين على هذا الطريق وهي أنه يمنع عبور الحدود الروسية-النرويجية مشيا على الأقدام، أما سائقو سيارات الأجرة والحافلات، فيرفضون نقل اللاجئين إلى ستورسكوغ، خشية من الغرامة التي تبلغ قيمتها 10 آلاف كرون. ولذلك الوسيلة الوحيدة لعبور الحدود بالنسبة للاجئين هي الدراجة الهوائية.
وفي الجانب النرويجي من الحدود يصادر حرس الحدود جميع الدراجات الهوائية من للاجئين، وحسب وسائل إعلام بات في كيركينيس القريبة من الحدود مخزن كبير للدراجات الروسية.
وحسب إحصائيات قناة "إن إر كا" النرويجية، فإن معظم اللاجئين رجال تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاما. أما تكلفة الرحلة عبر الطريق الشمالي، فتبلغ حسب التقديرات بين 2000 إلى 2500 دولار.