معتقل غوانتانامو

انتقدت منظمة "العفو الدولية"، في تقريرها السنوي الجديد، السلطات الأميركية والروسية على حد سواء، متهمة واشنطن وموسكو بتجاهل بعض حقوق الإنسان الأساسية.

وفي جزء التقرير المكرس لوضع حقوق الإنسان في الولايات المتحدة، أشارت المنظمة إلى أن المسؤولين عن الجرائم المرتكبة في إطار برنامج المعتقلات السرية لسي آي أيه، أفلتوا من العقاب.

وشددت المنظمة على أن" السلطات الأمريكية لم تتخذ، بحلول العام 2015، أي إجراءات لكي تضع حدا لإفلات منتهكي حقوق الإنسان من العدالة، فيما يخص الخروقات التي ارتكبت في سياق برنامج عمليات الاعتقال السرية لوكالة الاستخبارات المركزية، والتي وافق عليها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام 2001".

كما أشارت "العفو الدولية" إلى استمرار انتهاك حقوق الإنسان في معتقل غوانتانامو الأمريكي في كوبا، ورفض واشنطن تطبيق القانون الدولي المتعلق بحقوق الإنسان تجاه المعتقلين الذين ألقي القبض عليهم في إطار "الحرب العالمية ضد الإرهاب".

وفي معرض تعليقه على إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن تقديم خطة لإغلاق المعتقل، قال سليل شيتي، الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، الأربعاء 24 فبراير/شباط:" سمعنا تعهدات من الرئيس أوباما بهذا الشأن في السابق. فدعونا ننتظر الوفاء بهذه التعهدات، وسنرحب بها".

كما كرست المنظمة في تقريرها بابا خاصا لعنف الشرطة الأمريكية ضد المواطنين، ولاسيما استخدام رجال الأمن للصواعق الكهربائية، ما أدى خلال العام الماضي إلى وفاة 43 شخصا على الأقل في 25 ولاية.

وتابعت المنظمة أن أغلبية الضحايا لم يحملوا أسلحة، ولذلك كان استخدام الصواعق ضدهم أمرا غير مبرر على الإطلاق.

وأضافت، بعد الرجوع إلى دراسات قامت بها منظمات غير حكومية، أن عدد المواطنين الأمريكيين الذين قتلوا على أيدي رجال الأمن في العام 2015 تراوح بين 458 وأكثر من 1000 ضحية. وأوضحت أن السلطات بدورها لا تنشر أي إحصائيات بهذا الشأن. وذكرت أن معظم عمليات القتل استهدفت رجالا ذوي بشرة سوداء.

وفيما يخص وضع حقوق الإنسان في روسيا، اتهمت "العفو الدولية" السلطات بفرض قيود على حرية التعبير، وممارسة الضغط على المنظمات الأهلية. وفي الوقت نفسه أشارت المنظمة إلى تحسن وضع حقوق الإنسان في شمال القوقاز.

واعتبرت "العفو الدولية" أن السلطات الروسية تستغل نفوذها على وسائل الإعلام وتوسع رقابتها على قطاع الإنترنت.

وجاء في القرير أن "المنظمات الأهلية واجهت مزيدا من الملاحقة والإجراءات القاسية في إطار تطبيق القانون "حول العملاء الأجانب" وقانون جديد حول "حظر المنظمات غير المرغوب فيها"، بالإضافة إلى تقييد إمكانية وصول المنظمات الأهلية إلى التمويل الأجنبي".

وفيما يخص الوضع في شمال القوقاز، أشارت المنظمة إلى تراجع عدد الهجمات المرتكبة من قبل العصابات المسلحة. وأكدت "العفو الدولية" أنها تتلقى عددا أقل من الشكاوى من المنطقة بشأن حصول انتهاكات حقوق الإنسان، مقارنة مع الفترة الماضية، لكنها لم تربط هذا التطور الجديد بتحسن الوضع بشكل جذري، إنما بتراجع أنشطة الحقوقيين والصحفيين المستقلين في المنطقة.

وفي قسم التقرير المكرس للوضع في سوريا، نقلت "العفو الدولية" عن نشطاء حقوقيين قولهم إن مئات المدنيين السوريين لقوا حتفهم بسبب غارات جوية تشنها دول أجنبية.

وحملت "العفو الدولية" الطيران الأمريكي مسؤولية مقتل 243 مدنيا في سوريا خلال العام الماضي، فيما اتهمت المنظمة سلاح الجو الروسي بقتل 600 مدني على الأقل منذ بدء العملية العسكرية الروسية في سوريا في سبتمبر/أيلول الماضي، بالإضافة إلى استهداف 12 مستشفى على الأقل في الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية.

يذكر أن روسيا تنفي قطعا كافة الاتهامات بقتل مدنيين في سوريا، مصرة على أنها تنفذ غاراتها خارج المناطق المأهولة فقط وبعد التحقق من إحداثيات الأهداف وطبيعتها عدة مرات. بدورها أقرت واشنطن التي تشن حملة جوية ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا منذ خريف عام 2014، بقتل 29 مدنيا في تلك الغارات.

العفو الدولية: تعامل أوروبا المخجل مع قضية الهجرة تخاطر بإنسانية القارة العجوز

كما انتقدت "العفو الدولية" رد الفعل "المخجل" من جانب الدول الأوروبية على أزمة الهجرة، وحذرت من أن الجهود الأوروبية للتصدي لخطر وقوع هجمات إرهابية جديدة في خضم أزمة الهجرة تهدد بزعزعة التمسك الأوروبي التاريخي بحقوق الإنسان.

وأشارت المنظمة إلى قرار عدد من أعضاء الاتحاد الأوروبي استئناف إجراءات الرقابة على الحدود ردا على تدفق اللاجئين الذين يهربون من الحرب ومختلف أنواع الملاحقة في الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا.

وقال شيتي في هذا الخصوص: "إذا كانت أوروبا باعتبارها أغنى تكتل في العالم، عاجزة عن حماية الحقوق الأساسية للناس الأكثر عرضة للملاحقة في العالم، فهو أمر مخجل".

ودعا شيتي إلى فتح ممرات آمنة وشرعية للاجئين للوصول إلى أوروبا والتعامل مع ملف كل مهم على حدة، وليس على غرار "العقاب الجماعي".