رئيس دولة فلسطين محمود عباس

قرر رئيس دولة فلسطين محمود عباس، الجمعة، تشكيل لجنة تحقيق لكشف ملابسات مقتل المناضل عمر نايف زايد من مدينة جنين، المتواجد في العاصمة البلغارية صوفيا،  وأدان الرئيس بأشد العبارات هذه الجريمة النكراء، وأصدر تعليماته للجنة التحقيق بالتوجه فورًا إلى بلغاريا؛ لكشف ملابسات ما حدث.

وحول هذا الموضوع، أكد المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة أن الرئاسة ستتابع هذا الموضوع مع السلطات البلغارية والجهات ذات العلاقة للكشف عن ملابسات الحادث.

من جانبه، قال وكيل وزارة الخارجية تيسير  : "لقد أبلغنا السفير الفلسطيني لدى بلغاريا بالعثور على المناضل عمر النايف مصابا بجروح بالغة في الجزء العلوي من الجسم، وتم استدعاء الإسعاف، لكنه للأسف فارق الحياة."، وتابع: "المؤشرات الأولية تظهر أن النايف لم يصب بالرصاص، وتم العثور عليه في حديقة السفارة وليس بداخلها، مضيفًا: يتواجد السفير وطاقم من الشرطة البلغارية في المكان لمعاينته، والوقوف على أسباب الوفاة."

في هذا السياق ذكرت صحيفة معاريف العبرية اليوم الجمعة، أن توقيت اغتيال المناضل عمر زياد النايف  سيضع سلطات الأمن البلغارية في حالة حرج  وذلك بعد أن التقي رئيس الحكومة البلغاري برئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأشارت الصحيفة إلى أن "إسرائيل أصبحت المتهمة الأولي في اغتيال النايف بسبب الطلب التي تقدم به لبلغاريا لتسليمها  زياد المتهم بقتل مستوطنين"، مضيفةً "الرئيس البلغاري زار فقط بالأمس إسرائيل والتقي نتنياهو".

وأضحت الصحفية أن هناك ثلاثة احتمالات تدل على اغتياله من قبل الاحتلال الإسرائيلي وهي.

الاحتمال الأول: عملاء للموساد قاموا بقتل النايف باستخدام عملاء لها من خارج بلغاريا  فان كان الموساد من قام باغتياله فالأمر يتطلب التسلل لمبني السفارة الفلسطينية في بلغاريا التي كانت تحت حراسة أمنية.

أما الاحتمال الثاني فهو: قيام شخص من دخل السفارة  من موظفي السفارة الفلسطينية  أو شخص آخر كان يعرف المبني جيداً باغتيال النايف.

والاحتمال الثالث: توقيت زيارة الرئيس البلغاري لـ "إسرائيل" لجانب العلاقات الأمنية الوطيدة بين الدولتين   فالاحتمال هنا يدل ربما علي تعاون  أمني "إسرائيلي" بلغاري لاغتيال النايف معاً.

وفتحت عملية الاغتيال نار الاتهامات لوزارة الخارجية الفلسطينية والسفير الفلسطيني في بلغاريا حيث حمل حمزة نايف زايد شقيق الأسير المحرر الشهيد عمر النايف المسؤولية عن اغتيال شقيقه "عمر" للسلطة الوطنية الفلسطينية وللسفارة الفلسطينية في بلغاريا.

وقال حمزة : "السفارة الفلسطينية في بلغاريا أبلغت زوجة أخي بأن مجموعة مجهولة اقتحمت السفارة بالأمس واعتدت عليه مما أدى الى مقتله"، ويضيف شقيق النايف, "السفير الفلسطيني احمد المذبوح شريك في اغتيال أخي عمر, السفارة الفلسطينية ومنذ اليوم الأول للجوء عمر إليها وهي تضيق عليه الخناق وحاولوا إخراجه من السفارة, وكانت تطلب منه مغادرة السفارة, والطاقم الأمني لم يشكل له حماية بالمطلق".

وأكمل حمزة : "وزير الخارجية والطاقم الأمني والسفارة بكل موظفيها يجب أن يدفعوا ثمناً سياسياً, لأنهم كانوا متعاونين ومشتركين في عملية الاغتيال, فلم يستطيعوا توفير الحماية له, يبدو أن عمر أصبح عاراً عليهم!"، مضيفًا : "لن نقبل بأي هدر لدم عمر, يجب أن يدفعوا ثمنًا في مناصبهم ووزاراتهم وامتيازاتهم, بالأمس ذهب السفير الفلسطيني إلى روسيا لرمي الورود الحمراء على نصب الجندي المجهول الروسي وكان يضحك, ولديه جندي فلسطين ناضل وقاتل في سبيل نيل الحرية"

ويوضح أن السفير الفلسطيني في بلغاريا احمد المذبوح كان يقول لشقيقه حرفياً, "سوف يضعون لك السُم في الطعام ويقتلونك, والطيارة تنتظرك لتعيدك الى إسرائيل"، وعن المكالمة الهاتفية الأخيرة بين الشقيقان, يقول حمزة "الليلة وعند الساعة الحادية عشر والنصف, تحدث لعمر للاطمئنان عليه, قال لي لا تقلقوا فأنا معنوياتي عالية, وقال أن مجموعة من طاقم أمن السفارة كانوا يهددونه, ومسؤول الطاقم الأمني شخصياً في السفارة واسمه "ممدوح" كان يضيق الخناق عليه".

يذكر أن المناضل النايف مطارد لقوات الاحتلال، وكانت إسرائيل تطالب السلطات البلغارية بتسليمه، ما دفعه منذ نحو شهرين للجوء إلى السفارة، وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال، وسبق أن أعلن قبل أسابيع سفير دولة فلسطين، عميد السلك الدبلوماسي العام في بلغاريا أحمد المذبوح، خلال لقائه نائب وزير الخارجية البلغاري فالنتين بوريازوف، عن أن قضية النايف ليست جنائية كما تُعَرِفُها إسرائيل بل هي سياسية بكل المقاييس.

وشدد حينها المذبوح على أن الجهات الرسمية الفلسطينية لن ترضخ لأي ضغوطات في هذه القضية، ولن تسمح بتسليم هذا المناضل إلى أي جهة كانت، وستواصل مساعيها السياسية والدبلوماسية إلى أن يتم إلغاء طلب التسليم الإسرائيلي غير الشرعي.

وقد بدأت قضية المناضل عمر النايف القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عندما سلمت النيابة العسكرية الإسرائيلية بتاريخ 15/12/2015 رسالة الى وزارة العدل البلغارية بواسطة السفارة البلغارية في إسرائيل تطالب فيها بتسليم الشاب الفلسطيني المقيم في بلغاريا عمر نايف حسن زايد الى إسرائيل باعتباره هارب من العدالة ومحكوم بالسجن...