جنود اوكرانيون خلال دورية في منطقة ديبالتسيف

 قرر الاتحاد الاوروبي الثلاثاء الابقاء على عقوباته ضد روسيا ليتزامن هذا القرار مع اعلان الحلف الاطلسي ان مئات من الجنود الروس لا يزالون منتشرين في شرق اوكرانيا بعد مرور نحو خمسة اشهر على المواجهات القائمة في هذه المنطقة.

وفي حين تواصل التوتر في شرق البلاد واوقعت المعارك بين السلطات الاوكرانية والانفصاليين قتيلا على الاقل في لوغانسك، قرر سفراء الدول الاوروبية ال28 الابقاء على العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا.

وقالت المتحدثة باسم الاتحاد الاوروبي مايا كويكاكيتش الثلاثاء في بيان صدر في اعقاب اجتماع السفراء ال28 "مع انه تم تسجيل تطورات مشجعة في العملية السياسية وفي تطبيق بعض جوانب بروتوكول مينسك" الذي يتضمن وقف اطلاق النار ورحيل المقاتلين الاجانب "لا يزال من الضروري تطبيق النقاط الاساسية الواردة في هذا البروتوكول بشكل صحيح".

وتنفي موسكو وجود قوات لها داخل اوكرانيا تقاتل الى جانب القوات الانفصالية.

الا ان الحلف الاطلسي اكد وجود مئات الجنود الروس في شرق اوكرانيا.

وقال جاي جانزن المتحدث العسكري باسم الاطلسي "منذ بدء تطبيق وقف اطلاق النار حصل انسحاب كبير للقوات الروسية من اوكرانيا. الا ان مئات الجنود الروس بينهم عناصر من القوات الخاصة لا يزالون في اوكرانيا".

واضاف جانزن "لم نلاحظ منذ اسبوع استمرار خفض عديد القوات المقاتلة الروسية في اوكرانيا"، مؤكدا ايضا ان عشرين الف جندي روسي لا يزالون متمركزين في روسيا "قرب الحدود (...) مع شرق اوكرانيا". وهذا التقدير للحلف الاطلسي لم يتبدل منذ تموز/يوليو.

وابلغ الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو الاثنين المستشارة الالمانية انغيلا ميركل- اقرب حليف اوروبي له- خلال اتصال هاتفي معها بان روسيا تتجاهل بنود اتفاق السلام الذي تم التوصل اليه في 5 ايلول/سبتمبر في مينسك.

وشدد بوروشنكو على انه "يتوقع ان تلتزم روسيا ببروتوكول مينسك وان تسحب قواتها وتضمن اغلاق الحدود وتقيم منطقة عازلة" كما اعلنت الرئاسة الاوكرانية في بيان.

ورغم الهدنة التي تم تعزيزها في العشرين من ايلول/سبتمبر خلال اجتماع في مينسك بين كييف وموسكو والانفصاليين تواصلت المعارك بالاسلحة الثقيلة حول مطار دونيتسك ابرز مدن الشرق الاوكراني التي لا تزال بايدي الانفصاليين، حسب ما نقل مراسلو فرانس برس.

وفي مدينة بوباسنا الواقعة في منطقة لوغانسك والتي تخضع لسيطرة القوات الاوكرانية ادى اطلاق النار الى مقتل شخص واصابة اثنين اخرين بجروح خطرة، حسب ما نقلت وزارة الداخلية.

وكان الجيش الاوكراني اعلن ان ميليشيات شنت هجوما قرب منطقة مطار دونيتسك الاثنين فاصابت قذيفة آلية تنقل قوات حكومية ما ادى الى مقتل تسعة جنود. وقال مسؤولون محليون ورسميون اوكرانيون ان اربعة مدنيين قتلوا ايضا في هجمات صاروخية وبقذائف الهاون في معقلي المتمردين دونيتسك ولوغانسك.

ويأتي هذا التصعيد العسكري متزامنا مع دخول اوكرانيا في الحملة الانتخابية استعدادا لانتخاب برلمان جديد.

وحدد موعد الانتخابات التشريعية في السادس والعشرين من تشرين الاول/اكتوبر على ان يقفل باب الترشيحات منتصف ليل الثلاثاء الا ربعاء.

ولن يكون بالامكان اجراء الانتخابات في المناطق الواقعة تحت سيطرة الانفصاليين والتي تبلغ مساحتها نحو ثلاثة بالمئة فقط من الاراضي الاوكرانية الا ان سكانها يشكلون نحو تسعة بالمئة من مجمل سكان البلاد. كما لن تجري الانتخابات في منطقة القرم التي سيطر عليها الجيش الروسي الربيع الماضي وضمها الى روسيا.

وقد هيمن عرض بوروشنكو منح مناطق الانفصاليين حكما ذاتيا مقابل تخليهم عن المطالبة بالاستقلال، على النقاش السياسي الدائر قبل الانتخابات البرلمانية.

لكن المتمردين الموالين لروسيا رفضوا المشاركة في انتخابات 26 تشرين الاول/اكتوبر واعلنوا عن تنظيم انتخابات تشريعية في مناطق نفوذهم ورئاسية في 2 تشرين الثاني/نوفمبر.

وواجه الرئيس الاوكراني عدة انتقادات لقراره هذا بعد سبعة اشهر على اقالة سلفه الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش.

وقامت كييف والاتحاد الاوروبي بتنازل اخر كبير عبر القبول بارجاء دخول اتفاق التبادل الحر بين الطرفين حيز التنفيذ حتى نهاية 2015.

لكن حزب المناطق الذي كان يرئسه يانوكوفيتش ويسيطر على مقاعد البرلمان المنتهية ولايته، قرر مقاطعة الانتخابات التي يفترض ان تؤدي بالتالي الى تجديد كبير للبرلمان.

وبحسب استطلاع اجراه المعهد الدولي لعلوم الاجتماع في كييف بين 12 و 21 ايلول/سبتمبر فان حوالى 40% من الناخبين الذين اكدوا انهم سيصوتون قالوا انهم سيختارون "كتلة بوروشنكو" التي انشئت لدعم الرئيس الذي انتخب في نهاية ايار/مايو بحصوله على 55% من الاصوات.

ومن المرتقب ان يقدم اكثر من ثلاثين حزبا مرشحين لكن وحدها اللوائح التي تنال 5% من الاصوات يمكنها المشاركة لشغل نصف مقاعد البرلمان ال450. والنصف الاخر من النواب ينتخبون بالغالبية من دورة واحدة.

واظهر الاستطلاع ان حزب الشعبوي اوليغ لياشكو ياتي في المرتبة الثانية وكان حل في المرتبة الثالثة في الانتخابات الرئاسية. اما يوليا تيموشنكو احدى شخصيات الثورة البرتقالية عام 2004 فقد حلت في المرتبة الثالثة مع حصول حزبها على 8% من الاصوات.

وسيتجاوز رئيس الوزراء الحالي ارسيني ياتسينيوك بالكاد عتبة ال5% وكذلك حزب "اوكرانيا القوية" الموالي لروسيا.

وقدم بوروشنكو الاسبوع الماضي برنامجا يتضمن 60 اصلاحا اقتصاديا واجتماعيا لكي تتمكن البلاد التي لا تزال تشهد فسادا اداريا، من تقديم ترشيحها للانضمام الى الاتحاد الاوروبي اعتبارا من 2020.