الرئيس الأميركي باراك أوباما

قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الثلاثاء إنه وزعماء رابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان» ناقشوا في قمة في كاليفورنيا الحاجة إلى تخفيف التوترات في بحر الصين الجنوبي واتفقوا على أن أي نزاعات على الجزر في المنطقة يجب حلها سلميا ومن خلال وسائل قانونية.

لكن بيانا مشتركا صدر بعد القمة التي استمرت يومين في منتجع «صني لاندز» بولاية كاليفورنيا لم يتضمن الإشارات المحددة التي كانت واشنطن تطلبها بخصوص الصين وسعيها القوي لتأكيد سيطرتها على الجزر في بحر الصين الجنوبي.

وأبلغ أوباما مؤتمرا صحفيا في ختام القمة أن الزعماء أكدوا مجددا «التزامنا القوي بنظام إقليمي تحترم فيه القواعد والأعراف الدولية وحقوق جميع الدول الكبيرة والصغيرة».

وأضاف قائلًا «بحثنا الحاجة إلى اتخاذ خطوات ملموسة في بحر الصين الجنوبي لتقليل التوترات بما في ذلك وقف المزيد من عمليات الردم والبناء الجديدة والامتناع عن نشر قوات عسكرية في المناطق المتنازع عليها، عندما تتحدث آسيان بصوت واضح وموحد فإنها تستطيع المساعدة في تعزيز الأمن والفرص والكرامة الإنسانية».

وبعد أن ناقشت الدول العشر الأعضاء في آسيان موضوعات تجارية واقتصادية في اليوم الأول للقمة كان المسؤولون الأمريكيون يأملون في التوصل إلى موقف مشترك بشأن بحر الصين الجنوبي حيث يوجد للصين وبعض الدول الأعضاء في آسيان مطالب متعارضة.

لكن ليس جميع الدول الأعضاء في آسيان متفقة على كيفية معالجة النزاعات وبعضهم مثل لاوس -التي ترأس آسيان في الوقت الحالي- وجارتها كمبوديا لها علاقات اقتصادية وثيقة مع الصين.

وبدلا من التركيز على الصين أعاد البيان الختامي تأكيد المبادئ الأساسية العريضة للتعاون بين الولايات المتحدة ودول آسيان بما في ذلك «الاحترام المتبادل لسيادة ووحدة أراضي والمساواة والاستقلال السياسي لجميع الدول، والتزام مشترك بحل المنازعات بطرق سلمية».

وأعاد البيان أيضا تأكيد «التزاما مشترك بالحفاظ على السلام والأمن والاستقرار في المنطقة وضمان الأمن والسلامة البحريين بما في ذلك الحق في حرية الملاحة وحرية الطيران».

وتطالب الصين بمعظم بحر الصين الجنوبي لكن ماليزيا والفلبين وبروناي وفيتنام الأعضاء في آسيان لديهم مطالب منافسة.

وقالت محطة تلفزيون فوكس نيوز يوم الثلاثاء مشيرة الى صور التقطتها أقمار صناعية تجارية إن الجيش الصيني نشر نظامًا متطورًا لصواريخ «أرض-جو» على واحدة من الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.

وانتقدت الولايات المتحدة الصين لبناء جزر صناعية ومنشآت في بحر الصين الجنوبي وأرسلت سفنا حربية بالقرب من منطقة متنازع عليها لتأكيد الحق في حرية الملاحة.

واتهمت الصين واشنطن بالسعي للهيمنة البحرية من خلال هذه الدوريات.

وقال أوباما إنه يجب الالتزام بحرية الملاحة «ويجب عدم إعاقة التجارة المشروعة»، مضيفًا أن الولايات المتحدة «ستواصل الطيران والإبحار والعمل في كل مكان يسمح به القانون الدولي، ودعم حق جميع الدول في أن تفعل الشيء نفسه».

وقال أيضًا إن واشنطن ستستمر في مساعدة الدول الحليفة والشريكة على تعزيز قدراتها البحرية.

وأضاف أن الجانبين حققا تقدمًا في التجارة والاستثمار واتفقا على إطلاق مسعى جديد لمساعدة جميع دول آسيان على الوفاء بمعايير اتفاقية التجارة عبر المحيط الهادي التي انضمت اليها حتى الآن أربع من دول آسيان إلى جانب الولايات المتحدة