القدس المحتلة - فلسطين اليوم
كرر وزير الحرب الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، اليوم الخميس، التهديد والوعيد الذي أطلقه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، أمس الأربعاء، بارتكاب مجازر وقتل العشرات من المتظاهرين المشاركين في فعاليات مسيرة العودة الكبرى في قطاع غزة، والتي من المقرر أن تنطلق يوم غد الجمعة.
وقال ليبرمان لموقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن مئات القناصة جاهزون لإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين في حال حاولوا اجتياز السياج الحدودي العازل ودخول الأراضي الإسرائيلية، وقال مهددًا بارتكاب مجزرة إن من يمس بالسيادة الإسرائيلية سيصاب بالرصاص.
وعن فشل الجيش الإسرائيلي في منع دخول الفلسطينيين من غزة إلى الأراضي الإسرائيلية، قال ليبرمان إنه "لا يجب أن نحول كل خطأ صغير إلى تراجيديا كالتي حصلت في حرب يوم الغفران (حرب أكتوبر 1973)، تحدث أخطاء خلال العمليات، لكن ليس كل خطا كارثة".
وحاول ليبرمان تصوير دخول ثلاثة فلسطينيين إلى الأراضي الإسرائيلي كخطأ صغير وليس فشلًا مدويًا كما رآه الخبراء العسكريون، رغم اعتراف الجيش أنهم كانوا مسلحين بالقنابل والسكاكين وتمكنوا من اجتياز نحو 20 كيلومترًا قبل أن يتمكن الجيش من تتبعهن واعتقالهم بعد ساعات من اجتيازهم السياج الحدودي العازل.
وزعم ليبرمان أن الفلسطينيين "لا يرغبون بالتوجه للسياج الحدودي العازل والاشتباك مع الجيش، وأن كل من يخرج في هذه المظاهرات هم من أعضاء حركة حماس أو عائلاتهم الذي أجبروهم على الخروج"، واتهم حماس بإغراء المتظاهرين بكثير من الأمور.
وقال ليبرمان إن التوصيلات إلى السياج الحدودي العازل والخيام والإنترنت المجاني خلال فعاليات مسيرة العودة هي إغراءات من حماس للناس للمشاركة في الفعالية، مع العلم أن منظمي هذه الفعالية كانت المجموعات والتنظيمات الشبابية في قطاع غزة والضفة الغربية والمحتلة وناشطين في سورية ولبنان، وأن الفصائل انضمت للمبادرة لاحقًا، ما يثبت كذب مزاعم ليبرمان.
وواصل ليبرمان مزاعمه "سكان قطاع غزة يعلمون جيدًا أن حماس تستغلهن أن الحركة فشلت في حكم القطاع وإدارته، وفشلت كذلك في تنفيذ المصالحة وكل شيء آخر، حماس أصبحت حركة منبوذة في العالم العربي ولا تدعمه أي دولة سنية".
ودعا ليبرمان سكان قطاع غزة إلى عدم المشاركة في فعاليات مسيرة العودة الكبرى، التي ستبدأ يوم غد الجمعة وستستمر حتى ذكرى النكبة، وطلب منهم عزل قيادة حماس والإطاحة بها من سدة الحكم في قطاع غزة.
وهدد ليبرمان كذلك سائقي وأصحاب شركات وسائل النقل العمومية بالقول إن "في حال تمكنا من تأكيد مشاركة أي سائق أو صاحب شركة وسائل نقل عمومية في نقل المتظاهرين والعمل لصالح حماس، فسنمنعه من دخول إسرائيل إلى الأبد.
وزعم ليبرمان أن القضاء على حركة حماس لن يتم إلى في حال تم القضاء على إيران، معتبرًا أن إيران هي الداعم الرئيسي لحماس وحركة الجهاد الإسلامي، ودعا إلى إقامة حلف إقليمي ضد إيران كذلك الذي أقيم ضد تنظيم "داعش"، لأن السلاح والتكنولوجيا والاستشارة العسكرية كلها تأتي من إيران.
واتهم ليبرمان حماس والجهاد الإسلامي بمحاولة تغيير وجهة غضب السكان إلى إسرائيل، وذلك عن طريق فعاليات مثل مسيرة العودة الكبرى، وأن كلا الحركتين، بالإضافة إلى تنظيمات وفصائل أخرى، يحاولون استغلال ما سيحدث لإعادة شعبيتهم وجر إسرائيل إلى مواجهة عسكرية، لأنهم يعلمون أنهم على وشك خسارة كل شيء في القطاع.
وأكد ليبرمان أن لا نية لإسرائيل لاحتلال قطاع غزة، وأن إسرائيل تتوقع من سكان القطاع الإطاحة بحماس بعد أن فقدت دعم السلطة الفلسطينية والعالم العربي والمجتمع الدولي، وقال إن "المسؤولية تقع على عاتق سكان غزة، عليهم القلق بشأن مستقبل أبنائهم، إذا أرادوا أماكن عمل وفك الحصار والطيران لجميع أنحاء العالم، عليهم الإطاحة بحماس".
ولم يغفل ليبرمان التحريض على السلطة الفلسطينية بسبب دفع مخصصات أسر الأسرى والشهداء، وقال إن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أزال القناع نهائيًا بدفعه المخصصات مباشرة، وكرر نيته سن قانون بسلب هذه المخصصات من أموال الضريبة التي تحصل عليها السلطة الفلسطينية.