اللجنة الدولية للصليب الأحمر

طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الثلاثاء باتخاذ إجراءات "جريئة" لايصال المساعدات الضرورية الى المدنيين في اليمن الذي شهد خلال الأيام الماضية تصعيداً "غير مسبوق" في القتال وأحكم المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران سيطرتهم على مدينة صنعاء بعد مقتل حليفهم لثلاث سنوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي انقلب عليهم وأعرب عن استعداده فتح صفحة جديدة مع السعودية.

وتسببت المعارك في العاصمة اليمنية منذ الأول من كانون الأول/ديسمبر بمقتل 234 شخصاً وإصابة 400 آخرين بجروح وقال مدير العمليات في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط روبرت مارديني لوكالة فرانس برس "خلال الأيام الماضية، شهدت العاصمة صنعاء القتال الأعنف منذ بدء النزاع في العام 2015" وأجبر القصف العنيف في صنعاء المدنيين على البقاء في منازلهم كما استهدف مستودعاً للجنة الدولية للصيب الأحمر يضم مواد طبية كان يفترض ايصالها لثلاث مستشفيات في المدينة.

ولم يتمكن الصليب الأحمر الدولي حتى من إيصال عدة جراحة للمستشفيات التي تواجه "تدفقاً هائلاً" لجرحى الحرب وتابع مارديني "مستشفيات في صنعاء تفتقد الوقود للمولدات والأدوية، وهي بحاجة ملحة لدعمنا"، مضيفاً "إنها تظهر للأسف أن ليس هناك نهاية قريبة لمعاناة الشعب اليمني".

وأدت الحرب في اليمن الى مقتل أكثر من ثمانية الاف شخص منذ 2015، وتسببت في ما تصفه الامم المتحدة بأسوأ أزمة انسانية في العالم، إذ ان سبعة ملايين شخص على شفا مجاعة، كما أودت الكوليرا بحياة ألفي شخص ودعت الامم المتحدة الثلاثاء إلى اقرار "هدنة انسانية" تتوقف خلالها الضربات الجوية والمعارك في اليمن، بهدف إيصال المساعدات للمدنيين المحاصرين في صنعاء.

وأكد مارديني بدوره أن اليمن بحاجة إلى ما هو أكثر من حل مؤقت. وقال "هذه البلد تتغذى بالقطرات منذ عامين. أنها بحاجة إلى مساعدة هائلة، الأمر لا يتعلق فقط بسفينتين في (ميناء) الحديدة أو شاحنتين تعبران من السعودية".

وأضاف "الإحصاءات تخفي دائماً المأساة الفردية، واليوم لم يعد هناك يمني واحد لم يعاني من النزاع. حان الوقت لتوقف ذلك، ولاتخاذ اجراءات جريئة" وأحكم التحالف العسكري الذي تقوده السعودية حصاره على اليمن بعد اعتراض صاروخ قرب الرياض أطلقه الحوثيون في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر وقال مارديني "للأسف، يجري تسييس المساعدات الإنسانية ويتم استخدامها كورقة مساومة وهذا أمر بالطبع غير مقبول، غير شرعي، وغير أخلاقي".

وبعد مقتل علي عبدالله صالح قبل يومين، تصاعدت حدة المعارك في صنعاء مع تكثيف السعودية لغاراتها الجوية وقال مارديني "منذ بدء النزاع، كان هناك أطفال يلعبون يومياً قرب مكتبنا. والآن للمرة الأولى لم يعد من الممكن سماعهم"، مشيراً إلى أن زملائه في صنعاء لم يناموا حتى منذ أيام.