الفيلم الوثائقي والروائي "الغميضة"

كشفت المذيعة والمخرجة الروائية حنين كلاب أنَّها التحقت في العام 2009 بمركز شؤون المرأة في غزة؛ حيث حصلت على تدريب متكامل في صناعة الأفلام مدته عام ونصف، وحصلت خلالها على تدريبات في التصوير والمونتاج والإخراج، وكثفت اهتمامها بالتدريب المتخصص في مجال الإخراج، وبالأخص ما يتعلق بإخراج الأفلام الروائية.

وأضافت في مقابلة مع "فلسطين اليوم" الأفلام الروائية هي المحببة إلي قلبي، فأنا أشعر من خلالها بأنني أحقق ذاتي، وارسم لوحات بيدي، وأشاهدها من خلال الصورة المتحركة أمامي، فهي تجربه رائعة بالنسبة لي لاسيما أنني مع كل فيلم ازداد خبرة، وأحقق ما كنت أصبو إليه وأتمنى".

وأكدت حنين أنَّ السينما أهم أداة من أدوات الإعلام؛ لأنَّها تخاطب الناس من خلال الصورة والصوت، بالإضافة إلى أنَّها مهمة جدًا لإيصال القضية الفلسطينية إلي العالم الخارجي، لذا نحن أحوج الناس لاستمرار الإنتاج، والعروض السينمائية في فلسطين.

وأشارت إلى تنوع تجربتها السينمائية ما بين الفيلم الوثائقي والروائي، والتي كانت تنصب مواضيعها بشكل عام على القضايا الوطنية بشكل خاص، لافتةً إلى أنَّها أخرجت العديد من الأفلام المميزة؛ من بينها: الفيلم التسجيلي "بعيونهن" العام 2009، وهو يسلط الضوء على دور الصحفيات في الحروب، وقد شارك هذا الفيلم في مهرجان "بعيون النساء الثاني" في العام 2010.

وعن فيلمها الروائي الأول فأوضحت حنين أنَّه كان بعنوان "حلم" العام 2010 ، وهو يتناول قضية حياة الأسيرات الفلسطينيات داخل السجون الإسرائيلية، ومعاناتهن في حدود تلك الجدران، وقد شارك في مهرجان "بعيون النساء الثالث" في العام 2011.

وفي عام 2012 قدمت الفيلم التسجيلي الثاني "على خط النار"، وهو يتناول قصة العائلات التي تقطن على حدود قطاع غزة، ويتعرضون باستمرار للخطر من قبل قوات الاحتلال، أما في عام  2013، فقدمت حنين فيلمها الروائي، الثاني بعنوان "المشهد يستمر"، والذي يناقش قضية القتل على خلفية الشرف في دعوة منها لتغيير القانون.

ونوهت حنين لمشاركتها في الكرنفال السينمائي لأفلام المرأة في غزة في العام 2014، بفلم روائي جديد من إخراجها، ويحمل اسم "الغميضة" ويتناول قضية الفقدان من خلال اللعبة التراثية " الغميضة " المعروفة لدى الأطفال في فلسطين، إذ عرض الفيلم  قصة امرأة فقدت زوجها وحملت هم أسرتها لتكون لهم الأب والأم في ظروف غاية في الصعوبة والتعقيد.

وأضافت أنَّ "فيلم الغميضة مختلف عن الأفلام التي أخرجتها سابقًا من ناحية الموضوع وآلية التصوير والمونتاج، لاسيما وأنَّ معظم أعمالي تميل إلي اللون الوطني لكن كانت فكرة وإخراج الفيلم تتحدث عن قضية الفقدان من خلال اللعبة التراثية".

وكشفت حنين أنَّ اختيار فيلم الغميضة من بين خمس أفلام خاصة زاد من سعادتها، بسبب تفاعل المشاهدين مع أحداثه خلال عرضه ، مؤكدةً أنَّ نجاح الفيلم فتح لها الباب بشكل كبير للتواصل مع شركات الإنتاج والمخرجين للتعاون في أعمال جديدة تخدم قضية السينما الفلسطينية التي تعتبر شبه معدومة.

وأشارت إلى أنَّ المشكلة الإنتاجية  تعتبر أكبر عائق يواجهه، ولكنها استطاعت تحدي كل المعيقات وتوفير الإمكانيات اللازمة لإنتاج هذا العمل واختيار فريق العمل بعناية تامة ووضع خطة منظمة للعمل .

ونوهت للمشكلة الثانية التي تواجها خلال عمل الأفلام هي اختيار الممثلين، لاسيما أنَّ عدد الممثلين المحترفين في غزه قليل.

وتقدمت حنين بالشكر الخالص لمركز شؤون المرأة وفريق العمل الذي ساعدها في إنتاج فيلمها من مصورين ومونتاج وأيضا ممثلين , متمنية في أن تستمر في هذا المجال لخدمة وطنها و إيصال معاناة شعبها للعالم الدولي والعربي وذلك بطريقتي وبصمتي الخاصة.