بغداد – نجلاء الطائي
كشفت عضوة تحالف المادة ٣٨ الدستورية، الناشطة ذكرى سرسم، عن برنامج عمل مشترك مع لجنة الثقافة والإعلام النيابية، بعدما شاركت في محاضرات مع أساتذة متخصصون في التشريعات الإعلامية، لبلورة رؤية علمية لمنظومة تشريعية ناجحة تشكل مرجعًا تشريعيًا وقانونيًا لعمل وسائل الإعلام، وتجسد مبادئ حرية التعبير والصحافة، داعية إلى سحب قانون حق التظاهر والاجتماع والتعبير عن الرأي وإعادته للحكومة لإجراء التغييرات المناسبة عليه، بما يتلاءم مع النظام الديمقراطي والحقوق والحريات المنصوص عليها عالميًا ودستوريًا.
وقالت عضوة تحالف المادة ٣٨ الدستورية في تصريح لـ"فلسطين اليوم"، أن التظاهرات ولّدت حالة من الرعب بين المسؤولين في العراق، كونها تمكنت من إسقاط مسؤولين بارزين لم يكن يتوقع أحد زوالهم في يوم من الأيام، مضيفة أن المنظمات والشخصيات المنضوية في تحالف المادة ٣٨ تبذل جهودًا من أجل إعادة قانون حق التظاهر السلمي إلى الحكومة، وتواصل لقراءتها بكافة الأطراف بالسلطة التشريعية والتنفيذية، والاتجاهات للمنظمات الأممية والاتفاقيات الدولية والحقوق العامة وحرية الأفراد.
وأشارت الناشطة سرسم، إلى أن وفدًا من ممثلي التحالف التقى الدكتور تورهان المفتي، ممثل مجلس الوزراء في مجلس النواب، وبين الوفد أهم النقاط الخلافية التي دفعت التحالف إلى التحفظ على الصيغة المطروحة في البرلمان، وأهمية سحب القانون وإعادته إلى الحكومة، مؤكدين أن نسبة التعديلات التي طرأت على النسخة التي تقدمت بها الحكومة تستدعي إعادته، وفقًا للقانون، وأن المفتي شدد على حرص الحكومة لإقرار قانون يكفل حق التظاهر ووفق المعايير الدولية، وسيقوم بعرض المقترح على مجلس الوزراء، للتداول بشأن مقترح سحب القانون استجابة لطلب اللجان البرلمانية المعنية ومنظمات المجتمع المدني.
وبينت سرسم أنه "بالرغم من قلة أعداد النساء المشاركات في الاحتجاجات، إلا أن مشاركتهن أخذت ردود فعل إيجابية كثيرة، لا سيما مع بروز دور نساء وفتيات التيار المدني"، معتبرة أن "ظهور نساء دون حجاب وسط حشود الجماهير، ودون تسجيل حوادث تحرش ومضايقات يعد أحد أهم المواضيع التي لفتت انتباه الشارع وكان مؤشرًا مهمًا لسلمية التظاهرات ومشروعية المطالب"، مشيرةً إلى أن "هذا الأمر كان دافعًا للكثيرات لاتخاذ قرار بالمشاركة في التظاهرة اللاحقة، وهذا مالمسناه من خلال تزايد عدد المشاركين".
وأضافت سرسم أن "مشاركة الوجوه المعروفة من الفنانات كان له اﻷثر اﻷكبر وهو مؤشر على مدى قوة الفئة المعنية بالثقافة وقدرتها على قيادة الشارع بشكل سلمي"، مؤكدةً أن "انتشار صور نساء يحملن لافتات وأعلام عبر وسائل التواصل الاجتماعي كان مؤشرًا مهمًا و داعمًا كبيرًا وولد تأثيرًا كبيرًا لدى المواطنين داخل العراق وخارجه".
وأكدت سرسم أن "مشاركة النقابات المهنية، كانت عاملًا فاعلًا ومؤشرًا على مدنية التظاهرات، لا سيما أن هذه النقابات تضم ضمن أعضائها شخصيات نسوية"، مستطردة أن "المرأة العراقية كانت شريكة حقيقية وفاعلة للرجل في الإعداد للتظاهرات والإسهام "، مبينة أن "التظاهرات التي خرجت كانت للنساء العراقيات بالتعاون مع شركاء الوطن من الشباب والرجال عبر وسائل الاتصال الاجتماعي مساهمة كبيرة بالدعوة لها واقتراح الشعارات التي ملأت ساحة التحرير والساحات الأخرى في مختلف المناطق العراقية".