الرياض - فلسطين اليوم
أكدت المخرجة السعودية شهد أمين أن فيلمها الروائي الطويل «سيدة البحر»، امتداد لفيلمها الروائي القصير «حورية وعين»، وقالت في حوارها مع «الشرق الأوسط» على هامش مشاركتها بفعاليات مهرجان القاهرة السينمائي، إنّ «الحفاظ على الهوية السعودية في أفلامنا أمر ضروري»، موضحة أنّ قصة فيلمها «سيدة البحر» خيالية وترمز إلى سجن الجسد.
وتدور قصة «سيدة البحر» حول أهل قرية فقيرة يعيشون في جوار البحر، اعتادوا على تقديم بناتهن كقربان لعروس البحر التي تعيش بجوارهم، إلى أن تأتي الطفلة حياة كي تتغلّب على هذه العادات والتقاليد وتتخلص منها. الفيلم بطولة يعقوب فرحان وفاطمة الطائي، ويعرض ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية» في مهرجان القاهرة السينمائي.
وعن فكرة الفيلم، تقول شهد: «منذ عدة سنوات كنت أكتب مذكراتي الخاصة لتكون مرجعاً لي يلهمني، أي قصة، وفجأة جاءتني فكرة عن (حوريات البحر)، وهي فكرة تتعانق مع بعض القيود التي تفرض على النساء في عالمنا».
مشيرة إلى أنّ اعتراض البعض على اختيار نفس القصة لتقديمها مرتين عبر روائي قصير وآخر طويل، لم يكن موفقا، لأنّها لم تكرر نفسها في فيلم «سيدة البحر»، ففي الفيلم القصير كان الوالد هو من يقطع الحورية لنصفين، أمّا في الطويل فقطعت الفتاة الحورية بنفسها إلى نصفين كي تتحرر من قيود جسدها الذي سجنها طويلا، وكان عليها أن تقرر مصيرها بنفسها، موضحة: «أردت التعبير عن رغبة النساء في الحرية، وأن يكون جسدهنّ شيئا غاليا يجب أن يفخرن به». ولفتت إلى أنّ اختيارها لتقديم العمل بشكل خيالي أتاح لها التوسع بصريا بجانب استخدام الكاميرا والمؤثرات البصرية والصوتية والتقليل من الحوار: «أردت التعبير بالصورة فقط، فهي طريقة شاعرية وناعمة، خصوصاً أنّنا نعبّر عن النساء، فالرحلة الدّاخلية للتّحول النّفسي كانت الأهم في إخراج العمل».
وكشفت عن استعدادها لعرض الفيلم في السعودية خلال الفترة المقبلة، وتقبلها لجميع الآراء، لأنّ في النهاية كل فيلم له جمهوره الذي يحبه وله أيضاً من ينتقده.
وروت أمين أسباب تقديم الفيلم بالأبيض والأسود قائلة: «صورنا الفيلم في البداية بالألوان، ولكن مصحح الألوان أخبرني أنّه من الأفضل تقديم الفيلم بالأبيض والأسود، وبالفعل أجرينا تجربة ووجدت النتيجة أفضل كثيراً بل إنّها خدمت القصة بعدما طبقناها على أول 5 دقائق منه، بجانب عدم التنويه إلى أي فترة زمنية ينتمي لها الفيلم، فالزّمن هو قيد نضعه لأنفسنا، وقد أردت في هذا العمل التحرر من أي قيود متعلقة بالمكان أو الزمان».
وأرجعت المخرجة السعودية سبب اختيارها موقعاً في سلطنة عمان لتصوير الفيلم، إلى مطابقته لجميع الاشتراطات التي حددتها في البداية، ومن بينها وجود قرية قديمة تطل على البحر، قائلة: «بحثنا كثيراً في عدة مواقع بحرية بالأردن في البحر الميت والعقبة وجزيرة فرسان في السعودية، ولكن في الأماكن السابقة كانت القرى مهدومة، ثم وجدنا ضالتنا في إحدى مناطق سلطنة عمان».
وأشادت أمين بحالة الانفتاح الفني الذي تشهده السعودية حالياً، وقالت: «الدولة تؤمن الآن بأنّ الفن أصبح عنصراً مهماً للبناء، وهذا الدّعم مهمٌ جداً في صناعة السينما، لذلك أطالب الشباب السينمائيين السعوديين بأن يعبّروا بصدق عن قضايا المجتمع السعودي، وأن يحافظوا على هوية المملكة في أفلامهم، والابتعاد عن التقليد واستيراد التجارب الأجنبية». مشيرة إلى أنّ «سر نجاح بعض السينمائيات السعوديات حالياً، على غرار هيفاء المنصوري، وعهد كامل، في لفت الانتباه العالمي لأفلامهن، هو أنهن متصالحات مع أنفسهن... فمن الصّعب على المرء أن يكذب على حاله خصوصاً لو كان سينمائياً، وأعتقد أنهنّ كن صادقات في طرح قضايا مهمة خاصة بالمرأة السعودية».
يشار إلى أنّ فيلم «سيدة البحر» حصل على جائزة التانيت البرونزي في أيام قرطاج السينمائية، وحصد ثلاث جوائز دفعة واحدة في مهرجان الرباط بالمغرب، وهي جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم، وجائزة أفضل إخراج، وجائزة أفضل فيلم.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
انطلاق أيام قرطاج السينمائية بعرض "أباتريد" للمُخرجة نرجس النجار