التدخين

أشارت جملة من الإحصاءات العالمية إلى أن المدخنين بلغوا 1.1 مليار، 75% منهم يعيشون في الدول النامية.

ويعتبر التدخين من أكبر الآفات التي تعاني منها معظم المجتمعات ومنها المجتمع الفلسطيني.

إذ يبلغ عدد المدخنين في الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية 800 ألف شخص، ينفقون 450 مليون دولار سنويًا مقابل شراء السجائر .

وذكر أخصائي أمراض الصدرية والتنفس في مستشفى الشفاء وليد داوود، في حوار خاص لـ"فلسطين اليوم"، أن التدخين وباء خطير يؤثر على حياة الإنسان الصحية والاقتصادية والنفسية.

 وأوضح داوود، أن الأبحاث العلمية شددت على أن التدخين هو إدمان، وليس عادة كما هو شائع بين الناس، لأنه مركب كيميائي يحتوي على مواد بيولوجية وكيميائية تضر بجسم الإنسان.

وأكدّ أن التدخين يسبّب الالتهاب المزمن للشعب الدموية، كما يدمر الرئتين والجهاز التنفسي على المدى الطويل، بالإضافة إلى أنه سبب للعديد من أنواع السرطان مثل سرطان الحنجرة وسرطان الرئة واللسان وسرطان المعدة أيضًا.

وتابع داوود: "يؤثر التدخين على القلب والأوعية الدموية ويؤدي إلى تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم، ونقص الأوكسجين في الدم"، موضحًا أنه "يؤدي إلى تكوين أول أكسيد الكربون ويتحد مع الهيموغلوبين لإضعافه في نقل الأكسجين بين خلايا الجسم ، فيسبب الذبحة الصدرية ".

وبيّن داوود أن هناك 21 نوعًا من الأمراض، سببها الرئيسي التدخين ومنها السكري و12 نوعًا من السرطان وستة أشكال من أمراض أوعية القلب، مشيرًا إلى أن المدخنين غالبًا ما يعانون من قرحة المعدة كمرض مزمن.

وشددّ داوود على أن التدخين يعد من الأخطار التي تهدد صحة الإنسان إذ تتعدى المشكلة الشخص المدخن إلى من حوله من غير المدخنين. فقد أثبتت الدراسات الصحية الحديثة أن الإنسان غير المدخن يستنشق ثلث السيجارة في الأماكن المغلقة.

ولفت إلى أن التدخين يؤثر على النساء الحوامل وقد يتسبّب في حالات إجهاض، مؤكدًا أن تدخين المرأة أكثر خطورة من تدخين الرجل، لأنها تتضمن أضرارًا ومخاطر اقتصادية واجتماعية وصحية ونفسية وتؤثر على صحة الأبناء أيضًا.

ودعا إلى مكافحة آفة التدخين والعمل على القضاء عليها بداية من حماية الأطفال من خلال عدم التدخين أمامهم لأن الطفل ينظر للأب أو المعلم كقدوة، بالإضافة إلى أنه في سن البلوغ أو فترة المراهقة يجب على العائلة المحافظة على أبنائهم من رفقاء السوء خاصة في هذه المرحلة الخطيرة .

وطالب الصحة المدرسية في مدارس القطاع بضرورة عمل ندوات ومحاضرات توعية لتحذير الطلاب من عواقب التدخين وأن يتجنبوا هذا لما له من مخاطر كبيرة على أجسامهم وصحتهم.

كما طالب داوود المؤسسات الأهلية والمجتمعية بأن تقوم بدورها وتعمل على  تنظيم المؤتمرات وورش العمل لنشر الوعي بمضار التدخين وآثاره الخطيرة بين المواطنين.