القاهرة ـ شيماء مكاوي
أكدت خبيرة التنمية البشرية والمعالجة النفسية الدكتورة زينب مهدي، أنَّ الهستريا حالة مرضية تصيب النساء أكثر من الرجال، مشيرة إلى أنَّ الاسم مشتق من الكلمة اليونانية هستيرون وتعني الرحم.
وأوضحت مهدي في حديث مع "فلسطين اليوم" أنَّ الهستريا "مرض نفسي عصابي يظهر اضطرابات وانفعالات غير طبيعية، وتسمى الهستريا باسم الهستريا التحولية؛ لأنها تعتمد على حيلة دفاعية، حيث تحول كل الانفعالات إلى أعراض جسمية لحل رمز الصراع الذي يشعر به.
وأضاف: "يوجد نوع من أنواع الشخصيات يسمى الشخصية الهستيرية وهذا النوع يتميز بالكثير من الصفات ومنها أنهم لديهم قابلية الشديدة للإيحاء والاستهواء بمعنى أنَّه لو رأى شخصًا ما يتوجع أمامه فسيشعر هو أيضًا بالوجع نفسه وفي المكان ذاته".
وتابعت: "يعجزون عن ضبط الانفعالات أو الوصول إلى مرحلة النضج العقلي الذي يعتبر سمة من سمات الراشدين والبالغين عقليا، ويتصفون بالسطحية أيضًا ويفتقدون النظر للأمور بشكل عميق، والشخصية الهستيرية لو تمعنا بالنظر فيها، فإنّها تعبر عن شخصية الأطفال".
واستطردت: "لذلك الشخص الهستيري هو طفل كبير يتميز بسمات الأطفال مثل المشاعر الجياشة وغيرها، وهناك اختلاف بين الشخصية الهستيرية التي تأخذ ملامح من المرض، وبين الشخص المريض بشكل كلي أو جزئي".
وأكملت: "تنحصر أسباب الإصابة بالمرض في وجود صراع واضح بين الغرائز التي يحب المريض أن يشبعها وبين المعايير الاجتماعية التي تمنعه من ذلك الإشباع، فضلًا عن وجود عوامل مكتسبة من البيئة مثل اكتساب الطفل هذه الأسباب من أب أو أم مصابين أصلًا بالهستيريا".
واستدركت مهدي: "لكن من الأسباب التي تعجل ظهور مرض الهستيريا هي الصدمات العاطفية والفشل في تأدية عمل ما، وهذا المرض يعد من أخف الأمراض النفسية التي يسهل علاجها؛ لأن لديه قابلية للإيحاء بشكل كبير جدا، وبالتالي فإنَّ أهم الطرق التي تساعد في شفاءهم هي التنويم بالإيحاء حتى تزول الأعراض الكاذبة التي يشعرون بها".