القاهرة ـ شيماء مكاوي
كشفت استشاري الطب الجنسي والعلاقات الجنسية الدكتورة هبة قطب أنَّ هناك وهمًا لدى كل فتاة عن ما يسمى بـ"آلام العلاقة الحميمية ليلة الزفاف".
وأوضحت قطب، في حديث إلى "فلسطين اليوم"، أنَّ "العادات والتقاليد الخاطئة هي التي تجعل كل فتاة لديها رهبة وخوف من ليلة الزفاف، ومن ممارسة العلاقة الحميمية مع الزوج، مّما يتسبب في حدوث العديد من الكوارث، مثل خوف الفتاة من زوجها الذي يؤدي إلى نزيف أو غيره، وعادة ما ينقلب الأمر إلى الخوف المرضي".
وأبرزت أنَّ "العلاقة الحميمة هي علاقة رومانسية في المقام الأول، وهي تتويج لمزيج من المودة والرحمة، وأيضًا الحب والرغبة، فماذا أحسن من أن يكون الناتج هذا التتويج الحلال الطيب، الذي أسماه رسولنا الكريم بنصف الدين؟!!".
وأشارت إلى أنَّ "العلاقة الحميمة في ليلة الزواج ليست عقابًا للفتيات كما تظنّ بعضهن، ولكنها مجرد بداية تفعيل لوظيفة لم تكن موجودة من قبل، فلابد أن تحدث بعض التغيرات الفسيولوجية في الأنسجة المرنة الموجودة في المنطقة التناسلية، ولكنها أبدًا لا تصل إلى حد الآلام التي تظنين وجودها وحتمية حدوثها".
وأضافت "أعود فأقول إن السبب في هذه الاعتقادات هي تلك الإسقاطات الاجتماعية، والتي تفرض على هذه العلاقة، لاسيّما في مراتها الأولى، والتي تكسبها هذا الوجه القبيح، على الرغم من كونه غير حقيقي، فضلاً عن الثقافة الشعبية الراسخة، المتمثلة في (الخوف من الحسد)، فما من عروس تكون قد مرت بعلاقة سليمة وسوية في هذه الليلة، وتفصح عن ذلك، ولكن، انبثاقاً من هذه الثقافة، لا يمكن أن تفصح الفتاة عن التجربة الإيجابية، وإن أرادت هي الإفصاح منعتها أمها والمقربون منها من ذلك، ونتيجة لذلك يرسخ في ذهن جميع الفتيات أنَّ العلاقة الأولى في ليلة الزفاف عقبة يصعب تخطيها، بل وتعتقد بعضهن أنها عقبة من المستحيل تخطيها"، مؤكّدة أنَّ "الحقيقة ليست كذلك إطلاقًا، بل هي العكس على طول الخط".
وأردفت "هنا نحتاج لبعض المراجعة الفسيولوجية والطبية، التي أتمنى أن تستفيدي منها أنت ومثيلاتك من الفتيات اللاتي يوشكن على الزواج، لتوضيح ما كان دائمًا خافيًا عنكن، فإن عضو التناسل الأنثوي عبارة عن أنسجة انتصابية خارجية، وقناة تناسلية داخلية، ذات مدخل خارجي، هذا المدخل يبلغ قطره في الفتاة البكر حوالي 4 مليمترات، ولكن حول هذا المدخل في الجلد المحيط به، ودونه قليلاً، يوجد الكثير والكثير من النسيج المطاطي المرن، وإذا أردنا تقريب الفكرة للأذهان فلنتصور قطعة قماش مستديرة تمّ تدكيك الكثير والكثير من أدوار المطاط فيها، حتى يظن الذي يراها أنها لا تصلح أن تتسع لاستيعاب شيء يزيد حجمه على حجمها، ولكن بعد مناظرة فكرة قدرة المطاط، والممثل بالنسيج المرن في جسم الإنسان، على الاتساع، تصبح الفكرة أقرب إلى الفهم والاستيعاب من ذي قبل".
واستطردت "المشكلة هي التي تواجه أي شخص بدأ في ممارسة الرياضة مثلاً بعد أعوام من الخمول، تحتاج الأنسجة العضلية إلى بعض الوقت لتخطي هذه المرحلة الانتقالية من الشعور غير المألوف الذي أصابها".
وعن السبيل الذي يجب عليك اتباعه لإرضاء ربك وزوجك فهو ينقسم إلى سبيلين؛ "أحدهما روحاني، الذي يتمثل في اتباع السنة الشريفة في استهلال الحياة الزوجية بالصلاة والدعاء كما ورد عن النبي (ص)، أما السبيل الآخر فهو علمي، ألا وهو الأخذ بالأسباب العلمية في العلاقة الحميمة، مثل إزالة الرهبة من العلاقة، وزيادة فترات المداعبة النفسية والجنسية بين الأزواج، بحيث يحدث التقديم الكافي للمراكز الحسية والغدد الجنسية لضمان الأداء الحسن، والذي يؤمّن قيامًا سلسًا بالعلاقة الحميمة، خاليًا مما تعتقدين أنه آلام أو معاناة".
ونصحت استشاري العلاقات الجنسية الدكتورة هبة قطب، في ختام حديثها إلى "العرب اليوم"، الفتيات المقبلات على الزواج بـ"الإقبال على العلاقة الحميمة، والابتعاد عن النفور، فتكون النتيجة سلبية ومزدراة، على عكس ما يعتقده بعض الفتيات من أن هذه التصرفات تزيدها قيمة عند زوجها"، موضحة أنَّ "العلاقة هي علاقة زوجية، أي علاقة ثنائية، أي أن مشاركة المرأة والرجل تكون بنسب متساوية، من حيث الحق والواجب؛ فاستمسكي بحقك فيها، واعلمي أن الحق، الذي منحك الله إياك، لا يجب أن تهمليه، فإن في إعطائك هذا الحق، قطعًا، حكمة أكبر مني ومنك، فهو خالقك وخالق جميع المخلوقات، وهو الأعلم بهم وبما يفيدهم، فحببه إليهم، وما يضرهم فأبعدهم عنه، فهو نعم المولى ونعم النصير".