بغداد – نجلاء الطائي
أكد اختصاصي مرض القلب الدكتور رافد علاء الخزاعي، أن الشخص الذي يحافظ على الصيام تقل إصابته بمرض تصلب الشرايين وتتأخر عنده علامات الشيخوخة ، مبررًا الاسباب الى استهلاك الجسم للمواد المتراكمة منه أثناء فترة الصيام، مثل الدهون الملتصقة بجدران الأوعية الدموية الذي يؤدي الصيام الى إذابتها تماما كما يذيب الماء الثلج ٬وبالتالي زيادة تدفق الدم خلال هذه الأوعية وزيادة نسبة الأكسجين والغذاء الواصل إلى الخلايا عبر هذا الدم ٬ و تزداد حيوية وعمل الخلايا.
وقال الخزاعي إن الصيام عند مرضى القلب يحلل الخلايا التالفة ويتم استبدالها بخلايا جديدة ونشطة ما يزيد من عمل وقوة وظائف الجسم المختلفة، لذلك يشعر الإنسان بعد انتهاء شهر الصوم بنقاء جسمه وزيادة طاقته وصفاء نفسه .وكشفت عن دور الصوم المتقطع في خفض مخاطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة كداء السكري٬٬ وأمراض القلب والشرايين، لافتا الى تخفيف من أعراض وعلامات فشل القلب وذلك لأن الصيام يقلل من شرب السوائل ويقلل من تناول الأغذية ٬ إضافة إلى إذابة الدهون من الأوعية الدموية يحسن من عمل القلب وبالتالي يقلل من أعراض مرض القلب عند المصابين به .
وبخصوص السمنة أو زيادة الوزن، وصف الخزاعي بأنه شهر رمضان طبيب تخسيس مجاني وفرصة عظيمة لذوى الوزن الزائد بشرط أن يتم الالتزام بشروط شهر رمضان الصحية كالاعتدال في الأكل وزيادة الحركة والإقلال من النوم والكسل .وافصح عن تخلص الصائم للكثير من العادات المضرة للقلب كالتدخين الايجابي والسلبي (الثانوي) وتقليل المنبهات المحتوية على الكافئين كالشاي والقهوة والمشروبات الغازية.
أما في ما يختص بالصحة القلبية قال اختصاصي القلب: لقد "أبرزت البحوث الطبية ارتباط الصيام المتقطع٬ بعوامل الوقاية من أمراض القلب والشرايين٬ حيث كشفت دراسات عن دور الصوم المتقطع٬ في زيادة تركيز الكولسترول الحميد (HDL (عند الأشخاص الأصحاء٬ وخفض مستوى الدهنيات الثلاثية التي ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين٬ الأمر الذي أرجعه المختصون الى انخفاض كتلة الجسم٬ وتراجع كميات الدهون فيه نتيجة للصيام. ويشير اختصاصي القلب الى فوائد الصوم لمرضى القلب وارتفاع الضغط المزمن من خلال اراحة القلب عن ضخ كمية كبيرة من الدم الى مختلف اعضاء الجسم ويساعد مرضى القلب والذبحة الصدرية الذين سمح لهم الطبيب بالصوم على تحسين حالتهم .
ويعرض اختصاصي القلب الدكتور الخزاعي بعض الارشادات والنصائح الصحية والتوصيات الغذائية بشكلها الصحيح ٬ فتكون هناك فوائد عديدة ٬٬ تضاف إلى بقية الفوائد التي يجنيها الصائم ومن هذه التوصيات الغذائية السليمة والتي يجب إتباعها "عدم الإفراط في الأكل وقت الفطور ٬ لأن كثير من حالات النوبات القلبية الحادة ٬٬ والذبحات الصدرية كانت بعد أن يتناول المصاب وجبه دسمة وثقيلة ٬والسبب أن إذا ما كان هناك كمية الدم من بقية أعضاء الجسم ٬ تتحول إلى المعدة لتساعد في عملية الهضم ٬ هذا يعني أن كمية الدم تقل عن المخ وعن شرايين القلب التاجية وخاصةً تصلب وتضيق في هذه الشرايين مما يؤدي إلى نقص في تروية عضلة القلب ويحدث ألم الصدر أو حتى نوبه قلبيه حادة .
ونصح الخزاعي بتناول الإفطار على مرحلتين وليس على مرحله واحده بحيث يكون هناك فترة زمنية بينهما كافية لأن يحرق الإنسولين الطعام الذي ورد إلى المعدة ولا يحصل التخمة وزيادة نسبة الدهنيات والسكريات في الدم والتي تحدث عادًة في حال أن كمية الطعام كان كثيراً وهي ان نأخذ عدد من التمرات مع كوب من اللبن ومن المفضل قليل الدهن لما للتمر من فؤائد متعددة لاحتوائه على سكريات احادية سريعة الامتصاص وسكريات ثنائية ومتعددة وتعطي اشرات سريعة للدماغ بالراحة والشعور بالشبع وهو ملين ومساعد على الهضم باحتوائه انزيمات سكرية مشابه للسكريات في عصارة البنكرياس.
وينصح الخزاعي المرضى بتقليل المقلي والاعتماد على المشويات والسلق والامتناع عن الدهون الحيوانية (السمن البلدي او الدهن الحر) والاعتماد على الدهون النباتية غير المشبعة ومن المفضل زيت الزيتون لما فيه فائدة عظيمة في تقليل الكوليسترول والدهن الثلاثي وتأخير اكل الحلويات والفاكهة الى ساعة متأخرة بعد الفطور والاكثار من التفاح وعصير الليمون او العصير التمر هند او النمومي بصرة لاحتوائه على فيتامين سي واي لما فيهما فائدة لطرد المؤاد المؤكسدة من الجسم. وشدد عدم الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالدهنيات والكولسترول والحلويات ٬ ولعل في شهر رمضان بالإمتناع عن الأكل فرصه جيده لبداية غذاء صحي ونمط سليم يؤدي في تخفيض ضغط الدم في شرايين القلب التاجية والمخية وكذلك تخفيض نسبة السكري و يساعد أيضاً إلى تخفيض الوزن والتخلص من الكولسترول والدهنيات.
وعن سؤالنا هل يستطيع مريض شرايين القلب ان يصوم قال الدكتور الخزاعي: "في العادة إذا كان الوضع مستقراً بالنسبة لشرايين القلب التاجية، فلا يوجد هناك أي مانع من الصوم فمريض الذبحة الصدرية. ومما لا شك فيه أن هذا المريض سيجد. ضالته في الصيام حيث يمنع الطعام نهائياً أثناء الصيام, وعليه أن يحتاط عند الإفطار ،وهذا الامتناع عن الطعام في الصيام يخفف العبء على القلب بنسبة 25 %على الأقل حيث يقل المجهود الذي يقوم به القلب بانخفاض ضخ الدم ومن هنا يتقوى القلب تدريجياً بالصيام. واشار الخزاعي ان الذي يعاني من ألم الصدر عند بذل جهد يستطيع الصوم شريطة تناوله ادويته العلاجية والواقية وان يتم توزيعها على الفطور والسحور٬ أما مريض الجلطة القلبية الحادة والحديثة فينصح بعدم الصوم نظراً لأنه قد يحتاج ادويه في فترات متقاربه.
وعن صوم مريض الضغط قال اختصاصي القلب: "ان يصوم او لا يصوم هذا يعتمد بالاساس على نسبة ارتفاع ضغط الدم، فاذا كان الارتفاع بالضغط ليس شديدا جدا اي بحدود الطبيعي أي بنسبة 80/140 ملم زئبق أو اقل هذا يعني أن الضغط لدية منتظم فبإمكانه أن يصوم"، مشترطا أن "يكون متعاطيا لحبوب الضغط وتحت أشراف الطبيب" . وتابع "أما اذا كان الضغط مرتفع باستمرار وغير مستقر و خاصة اذا كانت هناك قد ظهرت مضاعفات لارتفاع ضغط الدم مثل اختلال وفشل في وظيفة الكلى أو قصور حاد في شرايين القلب التاجية ٬عند ذلك يجب أخذ موافقة الطبيب على الصيام".
وينصح الدكتور رافد مريض الضغط الذي يصوم بأن يكثر من تناول الخضروات وأن يقلل من تناول الملح في طعامه ٬ بالنسبة للحبوب التي يتناولها مريض الضغط بأن يكون توزيعها كما يلي " الحبوب المدرة للبول تْوخذ بعد الافطار وليس بعد السحور وذلك لتجنب حدوث الجفاف والعطش خلال النهار، وحبوب الضغط تْوخذ مع الافطار. وتطرق اختصاصي القلب الى أعراض مرضى الازمات القلبية أثناء الصيام منها "شعور بألم أو ضغط في منطقة الصدر مع أن كثير من الأحيان تكون الأعراض مجرد عدم الشعور بالارتياح في الصدر او الشعور بالخمول أو الضعف والارهاق مع بعد تناول وجبه غنيه ودسمه، اضافة الى عسر الهضم وخاصةً أفضل وسيله للوقاية من هذه الجلطات هي الإكثار من شرب السوائل وافضلها الماء في الفترة ما بين الإفطار والسحور وذلك للحفاظ على درجة عالية من سيولة الدم وهذا بدوره يقلل من نسبة لزوجة الدم و يقلل من احتمالية حدوث الجلطات القلبية والدماغية".