الدكتور محمود الموجي

كشف أستاذ طب الأطفال واستشاري اضطرابات النمو والتطور وسوء التغذيه الدكتور محمود الموجي حقائق يجهلها الكثيرون بشأن الحمى الروماتيزمية ، حيث قال  "الحمى الروماتيزمية تثير تخوفًا شديدًا ووهمًا بين الآباء والأمهات نظرًا لأنها قد تمتد إلى صمامات القلب، وعلى الجانب الآخر فهناك خلط كبير بين أعراض الحمى الروماتيزمية وأعراض أخرى مثل آلام  الساقين، أولًا "التشخيص يجب أن يعتمد على القواعد العلمية السليمة وطبيب الأطفال هو فقط المؤهل إلى أن يقرر هل الحالة حمى روماتيزمية أم لا .

وأكد الموجي إلى "فلسطين اليوم" أن التشخيص يعتمد أساسًا على العلامات الإكلينيكية، أما التحاليل فدورها في المرتبة الثانية، وأهم العلامات المرضية هي التهاب المفاصل المتنقل وخصوصًا المفاصل الكبيرة فيبدأ مثلًا بألم وتورم محدد بمفصل الركبة اليمنى ثم ينتقل الالتهاب بعد يومين أو ثلاثة إلى مفصل آخر كبير مثل الكعب أو الرسغ بينما تختفي العلامات تمامًا من المفصل الأول ويستمر هذا التنقل من مفصل إلى آخر إلى أن يبدأ العلاج ولا تترك الحمى الروماتيزمية أي أثر في المفاصل بعد الشفاء.

وأضاف الموجي "على ذلك فإن أي ألم في المفصل من دون تورم فهو ليس بسبب الحمى الروماتزمية، كما أن أي ألم غير محدد أو بعيد عن المفصل فهو أيضًا ليس حمى روماتزمية، وغالبًا ما يكون التهاب المفاصل في الحمى الروماتيزمية يعوق مشي الطفل بصورة طبيعية أو يعرج ومعنى ذلك أنه إذا اشتكى من آلام غير محددة في الساقين ثم استطاع أن يجري أو يطلع السلم فلا مجال في التفكير في احتمال الحمى الروماتيزمية، وهناك اعتقاد خاطئ بأن التحاليل يمكن أن تؤكد الحمى الروماتيزمية، إن التحاليل دورها محدود للغاية فمثلًا سرعة الترسيب ترتفع لأسباب مختلفة منها فقر الدم ونزلات البرد وعلى ذلك فهي ليست مقياسًا للتشخيص بل تستعمل فقط لمتابعة حالة حمى روماتيزمية مؤكدة لمعرفة مدى الاستجابة للعلاج أما التحاليل التي تعكس الميكروب السبحي "ASO" فإن ارتفاعها لايشخص الحالة فقد تكون مرتفعة في أشخاص طبيعيين".

وتابع " إن من الظلم أن نلصق تشخيص حمى روماتيزمية إلى طفل طبيعي ونعرضه لحقن بنسيلين طويل المدى المؤلمة لمدة طويلة وهو لا يحمل هذا المرض، لأن هناك الآلاف من الأطفال في مصر يتعرضون إلى حقن البنسيلين دون داع فهل آن الاوان لكي نحرر هؤلاء الاطفال وأسرهم من القلق والألم، كما أن هناك نقطة مهمة فمن المعروف أن التهاب اللوزتين بالميكروب السبحي قد يؤدي في بعض الحالات الى الحمى الروماتيزمية اذا لم يتم العلاج السليم وهو حقنة واحدة من البنسيلين طويل المدى وهي لها مفعول يمتد إلى عشرة أيام وهذا هو المطلوب، والتشخيص يعتمد على وجود التهاب صديدي عبارة عن غشاء أو بقع صديدية لون أبيض أو أصفر مع تضخم غدة ليمفاوية بالرقبة تحت الصدغ وبها ألم كل ناحية .