القاهرة - شيماء مكاوي
كشف الدكتور مجدي بدران استشارى الأطفال وعضو الجمعيه المصرية للحساسية والمناعة زميل كلية الدراسات العليا للطفولة في جامعة عين شمس أن هناك حساسية من مادة الطباشير التي يستخدمها الأساتذة داخل الفصل المدرسي.
وقال الدكتور بدران في حديث خاص إلى موقع "فلسطين اليوم" أنه مع اقتراب دخول المدارس يجب العلم أن غُبار الطباشير يلوث عادة السبورة, ويتساقط الغبار على جلد وشعر وملابس القريبين من السبورة من معلمين ودارسين، كما يُلوث هواء الفصول ويتساقط على أرضية الفصول الدراسية، كما تُساهم "البيشاورة" ممسحة السبورة، فى نشر غبار الطباشير أيضًا".
غبار الطباشير وعلاقته بلبن الأبقار
وأضاف استشاري الأطفال أن "لمس غبار الطباشير ربما يُسبب حساسية جلدية تلامسية بخاصة فى أصابع اليد, و نادرًا ما يسبب التهابات جلدية "ارتيكاريا"، واستنشاق غبار الطباشير ربما يسبب حساسية الجلد أو العين أو الأنف أو الصدر لدى الذين لديهم استعداد وراثى للحساسية، ويهيج الأغشية المخاطية للعين أو الأنف أو الجهاز التنفسى مما يزيد من فرص حدوث الالتهابات، ونادرًا ما يسبب الاختناق.
وأوضح الطبيب أنه على الرغم من التزام بعض الأطفال بتجنب الألبان خلال برامج علاج حساسية اللبن، وربما تظهر فى المدرسة بعض أعراض حساسية اللبن فى صورة كحة وضيق في النفس وكحة مع المجهود، وقال الدكتور بدران "هنا أصابع الإتهام تشير إلى الطباشير الطبي الذى وجد أنه يحتوى مادة الكازيين المشتقة من لبن الأبقار".
نصائح طبية
ويوصى الدكتور مجدى بضرورة البحث عن أسباب التحسس دوما والعمل على تجنبها تماما أو الإقلال منها لضمان السيطرة على الحساسية وتمتع المريض بنمط حياة أفضل"، مضيفًا أن "لبن الأبقار هو أكثر الأطعمة إحداثًا للحساسية فهو يحتوى على 25 نوع من البروتينات التى تسبب الحساسية".
وأوضح أن أهم أنواع بروتينات اللبن التى تسبب الحساسية هي "الكازيين" 80% من بروتينات اللبن البيتا لاكتوجلوبيولين الألبومين البقرى، ولبن الأبقار هو السبب الأول لحساسية الجلد فى الأطفال، و تعريض الرضيع اللبن فى عمر مبكر يؤدى إلى حساسية اللبن.
وكشف الدكتور مجدي أن حساسية اللبن ربما ظلت خافيه 7 سنوات حتى تظهر على هيئة "حساسية الصدر أو حساسية الأنف أو حساسية الجلد أو حساسية العين أو استمرار حساسية الألبان، فيما بعد أو زيادة التحسس لأنواع أخرى من الطعام أو زيادة التحسس للحساسية الاستنشاقية لبعض المواد التى تدخل الجسم عن طريق الهواء".
وأشار الطبيب إلى أن بعض بروتينات اللبن لها دور فى التمهيد للاصابه بمرض السكر لوجود تشابه فى التركيب البنائى بين جزيئات هذه البروتينات وخلايا البنكرياس التى تصنع هرمون الأنسولين وفى بعض الحالات يبدأ الجهاز المناعي في محاولة لتدمير جزيئات اللبن ولكن يختلط عليه الأمر فيدمر مصانع الأنسولين ذاتها ويصاب الأطفال بالسكر، ويقلل من حساسية اللبن, وهذا يفسر لماذا لا يتحسس أغلب المصابين من لبن الأبقار من لحوم الأبقار المطهوة جيدًا.
استخدامات الكازيين
وأضاف الدكتور بدران "ومن استخدامات الكازيين أنه يدخل فى صناعة بعض أنواع الطباشير " الطبية" التى لا تنتج الغبار، وتشتق منه بعض أنواع الطلاء المستخدمة فى الرسم منذ عهد الفراعنة، ولفترة قريبة كانت تشتق منه بعض أنواع الغراء، وصناعة الجبن كمكمل غذائى في ألبان الأطفال، أغذية الأطفال، والأيس كريم، والسلاطات الجاهزة.
ويوصى الدكتور مجدى بضرورة البحث عن أسباب التحسس دوما والعمل على تجنبها تماما أو الإقلال منها لضمان السيطرة على الحساسية و تمتع المريض بنمط حياة أفضل الرضاعة الطبيعية تقلل من معدلات حساسية اللبن، و حساسية اللبن قابلة للشفاء شريطة منع اللبن لفترة تحدد وفقًا لكل مريض.
وأضاف الدكتور مجدي أن هناك أسواقًا لأنواع جديدة من بدائل الألبان الحيوانية، بعضها متواجد فى الأسواق العالمية ألبان من الحبوب مثل الشعير، الشوفان، الأرز، وألبان من البقول، والترمس، والبازلاء، والفول السوداني، فول الصويا، وألبان من المكسرات مثل اللوز، والكاجو، وجوز الهند، وعين الجميل، وألبان من البذور السمسم، وعباد الشمس، وحليب من الأرز يحضر غالبًا من الأرز البنى وهو خالى اللاكتوز والكوليستيرول، ويضاف إليه الكالسيوم وفيتامين بـ 12 والحديد.
واختتم الدكتور بدران حديثه بالتأكيد أن هذه الأسواق ستفيد الذين يعانون من حساسية ألبان الحيوانات الثديية كالبقر أو الجاموس أو الماعز، والذين يعانون من نقص إنزيم اللاكتيز، والذين يعانون من حساسية ألبان فول الصويا ومرضى الفينيل كيتونيورييا مرض وراثى يؤدي إلى تراكمِ الفينيل ألانين في سوائل الجسم والتسبّب في التخلف العقلى, مؤكدًا أنه يتطلب تجنّب المأكولات الغنية بالفينيل ألانين كاللحوم، والدجاج، السمك، البيض، المكسرات، الجبن، البقوليات، وألبان الأبقار