الدكتور مجدي بدران

كشف استشاري الأطفال وعضوالجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة في جامعة عين شمس الدكتور مجدي بدران، عن أسباب ازدياد أزمات التنفس ليلا، موضحًا أن حساسية الصدر تصيب 10% من المواطنين.

 وأضاف الدكتور مجدي بدران، في حديث خاص لـ"فلسطين اليوم"، أن هذا المرض يعاني منه اليوم  350 مليون من البشر، والأزمات التنفسية تحدث في الغالب ليلاً لعدة أسباب  منها وجود  حيوانات أليفة كالقطط فى الفراش نتيجة لعبها في الفراش نهاراً، وتتواجد مسببات التحسس المستمدة من القطط، فى كل مكان في المنازل التى بها قطط، وربما تتواجد فى منازلنا التى لا تعرف القطط عبر الهواء أوعن طريق ملابس ملوثة، وفى شعر القطط المتساقط، وتستطيع أن تظل عالقة فى الهواء شهورا شديدة الإلتصاق بالأسطح، تترسب بأسطح الأفقية كالمفروشات الناعمة، والسجاجيد، والمقاعد  والفرش والمراتب تلتصق حتى بجلد الإنسان.

ومن الأسباب أيضا  زيادة تجمع الافرازات في مجاري الهواء  بسبب عدم إخراجها أثناء النوم، وزيادة المخاط ضروري لتطهير الجهاز التنفسى من المواد الغريبة المستنشقة، وينتج الجهاز التنفسي حوالي لترين من المخاط يوميا  , يزداد مع حساسية الشعب الهوائية، والمخاط سائل هلامى لزج يحتوى كميات متفاوتة من بقايا الخلايا التنفسية المحطمة والجسيمات الغريبة و كربوهيدرات , ومواد بروتينية , ومواد دهنية .

والمخاط غنى بالماء مما يرطب الهواء المستنشق ، ويفرز المخاط فى الجهاز التنفسى من نوعين من الخلايا , نوع يتواجد فى سطح الخلايا التنفسية ويسمى بالخلية الكأسية لأنها تشبه الكأس , والنوع الثانى من خلايا تتواجد فى النسيج الضام الدى يتواجد تحت الغشاء المخاطى فى المجارى التنفسية. والبلغم هومخاط  مختلط مع الخلايا الالتهابية، وحطام الخلايا والبكتيريا وخلال النوم, لا يتم التخلص من المخاط في الجهاز التنفسي كما ينبغى, فيتجمع , ومع ضيق الشعب الهوائية يتسبب المخاط فى نقصان الحيز المتاح فعليا للهواء , مما يسبب  الأزمات التنفسية ليلا

ونشاط بعض المسببات مثل حشرة الفراش  التى تنشط مع الظلام، وحشرة الفراش  من الأسباب الرئيسية في الإصابة بالحساسية الصدريه , وتمتص الماء من الرطوبة في الغلاف الجوي، وتزدهر في  درجات حرارة الجوبين 18.5 و29 مئوية، وإرتجاع حمض المعدة  إلى المرئ ومنه الى الجهاز التنفسى خاصة مع النوم .و70 % من مرض الربوالشعبى مصابون بالإرتجاع المعدى ,  مقارنة ب 20 % من المواطنين بما في ذلك حديثى الولادة والرضع

وينتج الارتجاع المعدي المريئي من ضعف الصمام  بين المريء والمعدة مسببا إرتجاع العصارة المعدية الحمضية  إلى المريء عند ارتفاع الضغط داخل تجويف البطن أوعند الاستلقاء والنوم خاصة  بعد الأكل. ويسبب الارتجاع إعادة برمجة خلايا الجهاز المناعى نحوالحساسية الصدرية  ومن ثم  زيادة خلايا الحساسية مما يسبب ضيق الشعب الهوائيه وبالتالى الربو, و الكحة المزمنة , إضافة الى حرقان وألم في أسفل الصدر بعد الوجبات خاصة الدسمة , صعوبة في البلع ,  رائحة فم كريهة ,القيء المتكرر  خاصة فى الأطفال
والمرضى المصابون بتوقف التنفس أثناء النوم بسبب انسداد مجرى الهواء العلوي. وظاهرة توقف التنفس الانسدادي أثناء النوم هى  أكثر إضطرابات  النوم العضوية شيوعا، وشائعة في مرضى الربو

وتتميز  بتكرار الشخير وانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، وتؤدي إلى تجزئة النوم ( تقطعه )  و نقص الأكسجة   (مستوى منخفض بشكل غير طبيعي من الأوكسجين في الدم )، ونقص الأداء خلال ساعات النهار، وتتوازى مع خطورة المرض وعدم السيطرة على الربو، والمصابون بحساسية الأنف والتهابات الجيوب الأنفية، وربما تزداد لديهم الأعراض ليلاً بسبب تجمع إفرازات الجيوب الأنفية في مجرى الهواء العلوي،وتغير كيمياء الدم ليلاً بعد نشاط وتعب النهار مما ينتج عنه  نقص بعض الهرمونات التي تساعد على توسع الشعب الهوائية،وانخفاض درجة الحرارة ,   تنخفض درجة حرارة الجسم درجة مئوية  واحدة  خلال النوم , مما يزيد من فرص ضيق الشعب الهوائية ليلا، وزيادة الرطوبة فى بعض المناطق ليلاً، وانخفاض نسب الأوكسيجين وزيادة ثانى أوكسيد الكربون فى الدم ليلاً خاصة عند التعرض للتدخين السلبى، ومن 

المعروف أن التدخين يزيد من أمراض الحساسية، والتدخين ويسرع من التحسس ( الحساسية تحدث فى فترة أقل فى وجود التدخين )، وتتفاقم الحساسية التنفسية  عند التعرض للتدخين وحشرة الفراش، والتدخين يشل ويدمر الأهداب التنفسية مما يسمح لمسببات الحساسية والميكروبات بالتسلل للخلايا التنفسية المبطنة للشعب الهوائية، والتعرض للتدخين لفترات قصيرة أقل من عشرين دقيقة يسبب إزدياد نسب المواد الكيمائية التى تسبب ضيق الشعب الهوائية وتهيج الأغشية المخاطية وإنسداد وسيلان الأنف

والتعرض للتدخين لفترات طويلة أكثر من ساعة يسبب زيادة مهولة فى هذه المواد  الكيميائية وتدمير  الخلايا الطلائية المبطنة للممرات الهوائية، وزيادة كمية مسببات حساسية  التى تصل الشعب الهوائية، وتغيرات فى التركيبة البنائية لأنسجة الممرات الهوائية مما يحرمها من المرونة والقدرة على الإتساع والتمدد اللذان يعينان الإنسان عند المجهود ويعوق توفير كميات أكبر من الأوكسيجين كل ذلك يسبب ضيق النفس نتيجة ضيق الشعب الهوائية كمحصلة لانقباض العضلات الملساء المحيطة بالشعب الهوائية مما يؤدى الى انكماشها وقصرها وضيق الشعب الهوائية الذى يزداد مع تراكم الافرازات والبلغم داخلها مع  التهاب وتحسس وانتفاخ الخلايا المبطنة للشعب الهوائية.