سرطان الثدي في عدن

كشفت طبيبة العيادة الوردية للكشف المبكر عن سرطان الثدي في المؤسسة الوطنية للسرطان في مدينة عدن جنوب اليمن الدكتورة شهد الخينة، أن سرطان الثدي يهدد ثلث سكان اليمن، وتتفاوت أسباب الإصابة بأنواعه المختلفة بين مختلف مناطق العالم، وأنه في كل دقيقتين يتم تشخيص حالة جديدة من سرطان الثدي، وفي كل 14 دقيقة تحصل وفاة جراء الإصابة بهذا المرض. 

وأكدت الخينة في تصريحات خاصة إلى "فلسطين اليوم" أن انتشار سرطان الثدي وشيوعه في اليمن أكبر دليل على مدى خطورته، مما يدعو إلى العمل على زيادة الوعي في هذا الإطار حيث أن الكشف المبكر لهذا المرض يساعد على الشفاء من الإصابة به بنسبة تصل إلى  ( 95% ) في أغلب الأحيان. 

وأضافت الخينة أن محافظة عدن جنوب اليمن، يحتل فيها سرطان الثدي المركز الأول، من حيث الانتشار والإصابة على مستوى اليمن. وأشارت إلى أن سرطان الثدي لايقتصر على النساء فقط، وإنما قد يصيب أي رجل خاصة ما بين سن الستين والسبعين، حيث بلغت نسبة الإصابة للرجال بنسبة 4% حسب  احصائيات مركز تسجيل وأبحاث السرطان في كلية الطب والعلوم الصحية في جامعة عدن جنوب البلاد، مؤكدة أن السرطان مشكلة صحية اجتماعية وإنسانية واقتصادية بالغة الخطورة ،تجتاح الدول المتقدمة والنامية على حد سواء. 

وأعلنت أن السرطان هو السبب الثاني للوفاة في العالم ، حيث بلغت حالات الإصابة بمرض السرطان أكثر من 14 مليون مريض عام 2012 ويتوقع أن يرتفع العدد ليقارب 21 مليون مريضًا بحلول عام2030، مشيرة إلى أن هذه الإحصائيات المخيفة تجعل الجميع أمام مسؤولية وطنية وأخلاقية .

وقالت طبيبة العيادة الوريدية، إن العديد من فاعلي الخير  بادروا  إلى إنشاء مؤسسة متخصصة وهي المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان، ومركز العيادة الوريدية ومقرها الرئيسي في العاصمة صنعاء شمال اليمن، وفروعها في محافظات عدن، وتعز، والحديدة، واب، وبينت أن المؤسسة انشأت أول عيادة مجانية مستقلة للكشف المبكر لسرطان الثدي في محافظة عدن وتضم المحافظات المجاورة (لحج-أبين-الضالع) تحت عنوان "وردي أنثوي لعطاء صحي إنساني"، وتأسست العيادة الوردية في الأول من كانون الثاني/ يناير من العام 2015 ،وكان موقعها في عدن مول السياحي التجاري، ولسبب ظروف الحرب انتقلت مؤقتا إلى موقع المؤسسة في مديرية  صيرة. 

وأكدت أن إحصائيات الإقبال على العيادة الوردية المجانية في مدينة عدن تتزايد بشكل كبير في أعداد المرضى المصابات بسرطان الثدي، خاصة بعد الحرب حيث بلغت احصائيات  عام 2015م (335) زائرة للعيادة ، تم اكتشاف منهن 8 حالات سرطانية، وفي عام 2016م ..(429 ) زائرة اكتشف منهن 7 حالات سرطانية، ومنذ يناير/كانون الثاني حتى منتصف تشرين الأول/أكتوبر 2017م.. ( 849 ) زائرة اكتشفت منها 18 حالة سرطانية، ومن بينهم رجل ويعتبر من الحالات النادرة.

وبيّنت دكتورة العيادة الوريدية أن الحالة النفسية بشكل عام تضعف المناعة ما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بكافة الأمراض من بينها السرطان، كما أن مرضى السرطان الذين يتعرضون للاكتئاب تكون نسب شفاءهم أقل، وعلاجهم أصعب، وأكدت أن الحياء و"الخجل"، أحد أسباب استفحال السرطان في النساء، ولا يرحم هؤلاء الفتيات المصابات بعد أن فقدن ما يميزهن بالأنوثة، فهناك من وصلت إلى المركز بعد أن استفحل السرطان أحد ثدييها دون أن يسمح لها الخجل بإشعار أسرتها بالألم الذي تتجرع معاناته في كل لحظة وثانية.

وأضافت الدكتورة الخينة أن ضعف الوعي بمخاطر الإصابة بالسرطان، عند السكان ومقدمي خدمات الرعاية الصحية، وانعدام برامج الكشف المبكر، هو ما يؤدي إلى تشخيص الورم في مراحل متأخرة حيث يكون العلاج مستعصيًا، مشيرة إلى قلة الفرص المتاحة للوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأولية والمراكز المتخصصة.

وذكرت الدكتورة شهد أن ممارسة التمارين الرياضية ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل لمدة 45 دقيقة لكل مرة يساعد في التقليل من الإصابة بالسرطان، وأشارت إلى أن المواد الغذائية والخضروات تمنع من الإصابة بالمرض ومنها تناول الخضروات والحبوب الغنية بالألياف وشرب الشاي الاخضر والزنجبيل وغيرها من مضادات الاكسدة وتناول الكثير من الخضراوات والفواكه و الأغذية الغنية بالدهون و التخفيف من  استهلاك  الجبن وجميع منتجات الألبان، مؤكدة ضرورة الكشف المبكر للنساء بين سن(  20 - 30سنه   )  مرة كل سنتين الى ثلاث سنوات  وللنساء فوق سن  30 سنة  مرة في السنه.

واختتمت الدكتورة شهد الخينة، حديثها بشكر كل المحسنين من أبناء اليمن وفي مقدمتهم أصحاب الأعمال التجارية الكبيرة الخيرية لدعمهم مرضى سرطان الثدي، مؤكدة انه لابد أن يكون هناك تنسيق وتعاون بين المؤسسة الوطنية للسرطان، وبين الجهات الخاصة والرسمية والسلطات المحلية في محافظة عدن ومكتب الصحة، لأجل تسهيل وإنجاح عمل المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان والعيادة الوردية المجانية في الكشف المبكر عن سرطان الثدي.