بيروت ـ غنوة دريان
أكد الدكتور جمال حافظ، أن الوسواس القهري ناتج عن بعض الأفكار التي تتسلط على دماغ وعقل الإنسان، حيث تمتاز تلك الأفكار بالسخافة، وتلك حقيقة يعلمها الشخص الذي اقتحمت الأفكار تفكيره وخياله وسيطرت عليه، ولكن وبسبب سلطتها على العقل فهو يصبح غير قادر على السيطرة عليها أو التخلص منها، فالوسواس القهري مرض عصبي يكون المريض على علم فيه أن الأفكار التي تتوارد إلى ذهنه ومخيلته عارية تمامًا عن الصحة".
وأضاف حافظ، في حديث خاص لـ"العرب اليوم": "تلك الأفكار تتحول إلى طقوس حركية تتميز بالاستمرارية والدورية، ويحاول المريض جاهدًا أن يتخلص منها ولكن عبثًا فهي قد التصقت به وأحكمت التصاقها به، بحيث يصبح غير قادر على التخلص منها، ما يجعل عيشته صعبة ويسبب له الكثير من المشاكل والإحراجات خصوصًا مع غيره من الناس".
وأوضح الدكتور حافظ: "أن مرض الوسواس القهري ناتج عن مشاكل اتصال بين جزء المخ الأمامي وجزؤه الأكثر عمقًا وتعقيدًا من الناحية العصبية، وهناك العديد من النظريات التي وضعت لتفسير أسباب حدوث هذا النوع من الأمراض، ومن أهم هذه النظريات، النظرية التي تقول بأن هناك تغيرًا كيميائيًا يحصل في جسم الشخص المصاب، إضافة إلى ذلك فهناك من يقول بأن هذا المرض مرتبط إلى حد ما بعوامل بيولوجية ووراثية وما إلى ذلك".
وأشار حافظ، إلى أن "البعض أشار إلى أن الوسواس القهري ما هو إلا نتيجة تراكم عادات مع الوقت والزمن، كما أن أحد الاحتمالات ادعت أن نقص مادة السيروتونين يسبب مثل هذا المرض، وأخيرًا وضعت بعض الأبحاث فرضية مفادها أن الوسواس يتطور عند الأطفال بعد إصابتهم بالتهاب الحنجرة والناتج عن الإصابة ببعض أنواع الجراثيم، والعديد من تلك الأبحاث والنظريات لا تزال خاضعة للدراسة والبحث والاستنتاج والتطوير".
وكشف حافظ:" أن طرق علاج هذا النوع من الأمراض النفسية والعصبية، تتنوع حيث يقوم الطبيب المشرف على الحالة بإعطاء الأدوية التي تمكن متناولها من السيطرة على أعراض هذا المرض، كالأدوية المستخدمة في علاج الاكتئاب والمعروفة بمضادات الاكتئاب، كما يخضع المريض أيضًا إلى العلاج السلوكي، كما أنه قد يضطر إلى تغيير بعض الأنماط الاجتماعية التي تعود عليها، فمثلًا قد يغير المريض مكان عمله أو سكنه وبالتالي يبتعد عن مسببات الوسواس عنده، كما أن المريض قد يخضع لعلاج كهربائي في بعض الحالات".
واختتم الدكتور حافظ حديثه، قائلًأ: "إذا تم استنفاذ كافة أنواع العلاجات بدون أيّ نتيجة تذكر تظهر على المريض، فقد يضطر الطبيب المشرف إلى إجراء العملية الجراحية لهذا المريض، فالجراحة هي آخر أنواع العلاجات لهذا المرض".