القاهرة _ شيماء مكاوي
كشف استشاري الأطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة في جامعة عين شمس، الدكتور مجدي بدران، أن حساسية الترمس نادرة وقابلة للشفاء، قائلًا: "الترمس من البدائل الجيدة لدقيق القمح الذي يحتوي على الجلوتين، وهو أشهر بروتينات القمح التي تسبب الحساسية، ومتوفر في أغلب المستحضرات الغذائية الخالية من الجلوتين".
وتابع بدران، في حوار خاص لـ"فلسطين اليوم"، أن الترمس قد يسبب، مثل غيره من الأطعمة المحتوية على البروتين مثل الفول السوداني وفول الصويا والألبان والأغذية البحرية، الحساسية في نسبة صغيرة من المواطنين الذين لديهم استعداد وراثي لذلك هناك حساسية مشتركة من الفول السوداني مع الترمس، والمواد المسببة للحساسية في الترمس ربما تقاوم إجراءات الطهي المعتاده، بما في ذلك الغليان، والتدفئة في الميكروويف.
وأضاف بدران، أن أعراض حساسية الترمس تختلف حسب تفاعل الجهاز المناعي واستعداد الفرد وكمية الترمس، وتختلف عن التسمم بالترمس، فهناك أعراض خفيفة: "تورم الشفتين, الوجه, العين وألم في البطن، وتقيؤ"، وأعراض أكثر حدة من الحساسية الغذائية تتمثل في "صعوبة في التنفس، تورم اللسان، تورم أو ضيق أو حكة في الحلق، صعوبة في التحدث، خشونة الصوت، وأزيز أوسعال مستمر, ضيق التنفس، دوخة، شحوب الوجه، حكة في العين أو الأنف أو سيلان أو عطس أو انسداد الأنف".
من ناحية أخرى، أكد بدران، أن الترمس لذيذ الطعم ومغذي، وقليل الدهون، فدهون الترمس أغلبها من الدهون غير المشبعة المفيدة بنسبة 80% "أوميغا 3 وأوميغا 6 "، وقليل الصوديوم، ومصدر جيد للماغنيسيوم والفوسفور، ومصدر جيد جدًا للبروتين والمنجنيز، وأغنى أنواع البقول بالبروتين والألياف، والفراعنة أكلوه وإستخدموه فى علاج بقع الجلد".
وواصل بدران، أن الترمس 600 نوع وغني بالألياف: 25% - 30%، والألياف تبطئ من امتصاص الجسم للجلوكوز = السكر البسيط الناتج عن تحلل النشويات والسكريات؛ ما يقلل من ارتفاع مستوى السكر في الدم, وتعمل تلك الألياف أيضًا على تخفيض مستوى الكولسترول, وتقاوم حدوث الإمساك, وتحمي من الإصابة بسرطان الأمعاء الغليظة، والترمس يرفع المناعه لعدة أسباب، فهو غني بالبروتينات "أعلى من اللحوم" .
وأردف بدران، أن البروتينات هامه لبناء أنسجة الجسم وترميم ما يتلف من الخلايا خاصة خلايا الجهاز المناعي، وغني بالألياف الغذائيه بنسبه 16% وهي ترفع المناعة وتنشط البكتيريا الصديقة للإنسان وتمنع الإمساك، وبذلك تقلل من الوقت الذي تبقى فيه المواد الضارة للمناعة داخل الجسم، وبه 10 معادن و8 فيتامينات، وغني بالحديد وهو من مستلزمات رفع كفاءة الجهاز المناعي، وبه ثلاث أحماض أمينية ثبت أهميتها المناعية، والأحماض الأمينية هامة لبناء البروتينات، وحمض السيستايين الذي يدخل فى تركيب الجلوتاثيون، وهو مضاد الأكسدة القوي الشهير الذي يحمي الجسم من الاالتهابات والسرطانات، وحمض السيرين وهو هام للتمثيل الغذائي والنمو, والمناعة حيث يساعد في إنتاج الأجسام المضادة خاصة المناعية, وتكوين الأغشية الخلوية.
وبيَّن بدران، أن الترمس غني بالأرجينين, الحمض الأميني الذي يخفض الدهون الضارة ونحتاجه بشدة بعد الصيام لرفع المناعة ولتجنب ارتفاع الدهون بعد كعك العيد، ويعرقل ترسب الدهون على بطانة الأوعية الدموية لذا فهو يحمي من تصلب الشرايين، ويقلل من الإمساك، ويزيد من كفاءة العضلات، ويحفز الانقسام الخلوي ويساهم بقوة في تكوين البروتينات، لذا فهو هام جدًا لالتئام الجروح والحروق، ويساهم الأرجينين في إفراز العديد من الهرمونات كهرمون النمو، ويكافح الشيخوخة، ويساهم فى التخلص من الغازات الضارة والأمونيا.
وأبرز بدران، أن الترمس يجلب السعادة لأنه غني بالتربتوفان، وهو حمض أميني هام متواجد في الترمس، فكل 100 غرام ترمس تمد الجسم بـ 228مغم تربتوفان, مقارنه بـ 105 مغم في الفول و185مغم في حمص الشام، والتربتوفان له دور كبير في تنظيم عمليه النوم والمزاج والشهية، ويفيد في إنتاج السريروتونين، هرمون السعادة والسرور والانشراح وزيادة الشهية، وموصل عصبي أيضًا له دور كبير في تنظيم عملية النوم والمزاج.
وأشار بدران، إلى أن إنتاج هرمون الميلاتونين له دور أساسي في الساعة البيولوجية في الإنسان وتنظيم عملية النوم وهو مضاد للأكسده ويمنع السرطانات ومنشط قوي للجهاز المناعي، ويحد من أمراض المناعة الذاتية، وله دور في الأعمار، حيث يؤخر إنتاج النياسين، الشيخوخة، وهو فيتامين ب3 الذي يفيد في إنتاج الطاقة ويحسن الشهية والهضم لا سيما في مرضى السكر، ويحتاجه الجسم لإصلاح وترميم DNA، والاستفادة المثلى بالكالسيوم ونقص الناياسين يسبب مرض البلاجرا.
واستدرك بدران، أن البلاجرا هي التهابات جلديه تبدأ باحمرار الجلد ثم حساسية وتنتهي بتبقع الجلد باللون الداكن وزيادة سماكته، مع إسهال مزمن وآلام في البطن واضطرابات عقليه تسبب القلق والعصبية الزائدة، وفيتامينات الترمس "أ، وسي، والثايامين، فيتامين ب1"، يحتاجها الإنسان لإنتاج الطاقة للحفاظ على الشهية الجيدة والهضم واتزان الأعصاب، وله دور هام في نمو الأطفال والقدرة على التعلم وتذكر المعلومات، والرايبوفلافين "فيتامين ب 2 ، وفيتامين ب6، وفيتامين حمض الفوليك، ومعادن الترمس الحديد" تقريبًا ضِعف كمية الحديد في الفول، والزنك تقريبًا أربعة أضعاف ما في الفول، والسيلينيوم تقريبًا سبعة أضعاف ما في الفول، والنحاس تقريبًا خمسه أضعاف ما في الفول، والماغنيسيوم، والفوسفور، والبوتاسيوم، والكالسيوم.
واختتم بدران حديثه، قائلًا: دقيق الترمس يضاف لدقيق القمح لصنع الخبز في أوروبا حاليًا, حيث يفيد في برامج خفض الوزن "المملكة المتحدة 1996, فرنسا 1997, أستراليا 2001"، ويستخدم في صناعة البسكويت, ويضاف للحساء, ومنتجات فول الصويا، ومن تحذيرات الترمس التسمم بالترمس النيئ، الترمس غير المنقوع جيدًا في الماء، مع تغيير ماء الترمس، وترمس الشوارع : ربما يكون ملوثًا أو مسممًا.