عزيزة لكميحي

أكدت عزيزة لكميحي المتخصصة في الحمية التغذية، أن شهر الصيام فرصة لأن نصحح من عاداتنا الغذائية غير الصائبة وأن نعمل على تعزيز صحتنا البدنية بتناول الطعام بطريقة متوازنة بعيدا عن الشراهة والإفراط، ولنتذكّر دائما أنّ صحتنا هي اختيارنا ونحن بأيدينا أن نغيّرها للأفضل. 

وأضافت خلال حوار لها مع "فلسطين اليوم" أنه في رمضان يجب أن تكون التغذية صحية متكاملة مهمة لتحقيق ما نريد، فالغذاء الصحي في شهر رمضان أحد أهم الأساسيات التي يجب على المرء اتباعها لما في ذلك من تأثير واضح على صحته، لذا تجب مراعاة الاستهلاك الغذائي عموما وفي شهر رمضان خصوصا، فالمبادئ الإسلامية توصي بتعزيز الاعتدال مع مراعاة تناول ما يكفي من السعرات الحرارية والمواد الغذائية التي تحتوي على العناصر المفيدة واللازمة لإمداد الجسم بالطاقة.

وقالت محدثتنا إن الفرق الرئيسي بين الطعام في رمضان وباقي السنة هو في عدد ووقت الوجبات يوميا، والتي تنقسم في شهر رمضان إلى وجبتين رئيسيتين وهما الإفطار والسحور ووجبة خفيفة في بعض الأحيان. وأكدت أن اتباع نظام غذائي في شهر رمضان لا يتطلب عناء كبيرا أو حتى مواد معينة، إنما هو أسلوب تعامل مع المأكولات المتوفرة وكيفية تناولها وتنظيمها.

وعن الأغذية التي يجب الابتعاد عنها في هذا الشهر الكريم، قالت إنه توجد أنواع من الأطعمة التي يجب أن نتجنبها خلال الشهر الكريم وأهمها الأطعمة المقلية والغنية بالدهون، هذه المأكولات تكون غنية بالسعرات الحرارية وتحتوي على الدهنيات المشبعة، ويجب التركيز على التقليل من السكريات السريعة والمشروبات الحلوة.
 
وبالنسبة إلى أفضل الأطعمة لوجبة الإفطار والسحور، قالت إنه ينبغي علينا استهلاك أنواع الطعام الغني بالألياف الغذائية التي يتم هضمها ببطء في الجهاز الهضمي كالقمح الكامل، الحبوب، الخضروات، الفواكه غير المقشرة، وكذلك الأطعمة الغنية بالمواد الكربوهيدراتية كالنشويات، فيجب أن يحتوي الطعام على أصناف مختلفة من كل المجموعات الغذائية مثل الفواكه، الخضراوات، الأسماك، الخبز الكامل، الحبوب، الحليب ومشتقاته. ويجب تناول الإفطار على مرحلتين: من الأفضل البدء بتناول بعض حبات من التمر وشرب الماء أو الحليب ثم الانتظار بعض الوقت قبل استكمال وجبة الإفطار وذلك لإعطاء فرصة للجهاز الهضمي ليعمل قبل استقبال الطعام، بعد ذلك يمكن مواصلة وجبة الإفطار والتي يجب أن تحتوي على كمية كافية من السعرات الحرارية مع تنوع في المجموعات الغذائية. ووجبة السحور هي وجبة مهمة جدا، من الأفضل أن تشتمل على مجموعات غذائية متنوعة خاصة الخضراوات، الفواكه، ويجب تجنب الأطعمة السكرية لتفادي العطش أثناء الصيام، كما يجب تجنب تناول الأطعمة الدهنية والابتعاد عن الأنظمة الغذائية عالية البروتين، والأكل حتى الشبع فمن شأنه أن يؤدي إلى التخمة.

وأضافت أنه لا بد أن نعد أنفسنا من خلال اختيار الأطعمة المناسبة التي لا تشعرنا بالعطش والتي تساعدنا على التحمل حتى موعد الإفطار، هذه هي مهمة السحور الذي يتفاداها البعض معتبرًا أنه ليس مهمًا مع أن فائدته توازي أهمية الإفطار. وأفضل ما يمكن أن يملأ المعدة ويشعر بالشبع، الخضراوات والفواكه لاحتوائها على نسبة عالية من الألياف التي يستحسن أن تشكل عنصرا رئيسيا ضمن التغذية في رمضان. 

وعن كيفية تعامل مريض السكري مع الصيام في رمضان، أجابت محدثتنا أنه لا توجد قاعدة واحدة يمكن اتباعها مع مرضى السكري في شهر رمضان، فالحالة يمكن أن تختلف من شخص إلى آخر وفقا لحدة المرض وتطوره، ومن الضروري لمرضى السكري اتخاذ الاحتياطات الضرورية وطلب مشورة الطبيب قبل صيام شهر رمضان، فينبغي على مريض السكري أن يوقف صيامه إذا شعر بأعراضِ انخفاض السكر، ويحاولَ تأخيرَ وجبة السحور قدر الإمكان، وأن يستمر على النمط الغذائي الموصى به، بالامتناع عن المأكولات الحلوة أو الإفراط في الطعام مع تقسيم كمية السعرات الحرارية على ثلاث وجبات، وشرب الماء بكمية كافية لمنع جفاف الجسم، واستبدال العصائر بحبة فاكهة، والتركيز على الكربوهيدرات المعقدة (مثل الحبوب الكاملة).

وفي ما يتعلق بفوائد شرب الماء الصحية في رمضان، قالت إنه عادة يهمل كثير من الصائمين شرب الماء في فترة ما بعد الإفطار، إضافة إلى أن شرب الماء عند الكثيرين يرتبط بشعورهم بالعطش مهملين حاجة الجسم لكمية مناسبة من الماء، ولهذا نركز على تناول كميات كافية من الماء والسوائل في رمضان، على أن لا يفقدها أثناء الصوم عن طريق المجهود البدني أو التعرق، خاصة أن رمضان هذا العام يواكب بعضا من حرارة الصيف. يمكننا تقسيم شرب الماء بين الإفطار والسحور على أن نبدأ الإفطار بكوب من الماء ومن ثم يمكننا تناول الماء على فترات متعاقبة بعض مضي ساعة على الإفطار، وتناول كوب ماء قبيل السحور، وبذلك يمكن للجسم أن يأخذ حاجته من الماء، فخصوصية هذا الشهر تنبع من أننا لا نستطيع الشرب أو الأكل من الفجر حتى غروب الشمس، ولذلك فإن أحد الأهداف من شرب الماء هو تزويد الجسم بمخزون يقيه من الجفاف طوال النهار، فالماء يمثل عنصرًا أساسيًا للحفاظ على صحة جيدة، كما ننصح أيضا بعدم شرب السوائل المثلجة والباردة عند بداية الإفطار لأنها لا تروي العطش وتؤدي إلى انقباض الشعيرات الدموية وبالتالي ضعف عملية الهضم.​