سوق الزاوية في غزة

أكدّ بائع أعشاب العطارة في سوق الزاوية في غزة ممدوح زين الدين، أن العطارة مهنة متوارثة عبر الأجيال، مضيفًا أن وصفاتها تحتوي على العلاج المناسب للعديد من الأمراض المختلفة.

وتشهد محلات العطارة إقبالًا بكشل متواصل للاستفادة منها خاصة في ظل النقص الملاحظ لبعض الأصناف من الأدوية العلاجية في قطاع غزة، ويطلق عليها البعض اسم "الطب البديل".  

وأوضح زين الدين، في حديثه لـ"فلسطين اليوم"، أنه ورث مهنة العطارة عن أبيه وأجداده، مضيفًا أنه كان يساعد أبيه في محل العطارة الخاص به.

وأوضح أحد أقدم العطارين في سوق الزاوية، أنه يميز الأعشاب بعدة طرق سواء عن طريق الرائحة أو الشكل بالإضافة للون، منوهًا إلى أن معظم أصناف الأعشاب يتم استيرادها على شكل حبوب وبذور ويتم طحنها بطرق خاصة في غزة.

وأشار إلى أن 90% من الأعشاب الموجودة في قطاع غزة، يتم استيرادها من مصر والعراق بالإضافة إلى الضفة الغربية.

ولفت زين الدين، إلى أبرز الأعشاب الموجودة في قطاع غزة وهي "القريص" و"رجل الحمام"، و"ورق السدر" وغيرها التي يتم تجفيفها وطحنها، مبينًا أن أكثر الأعشاب التي يوجد عليها طلب من قبل المواطنين هي "البابونج" والزعتر لعلاج آلام الصدر الناتجة عن السعال.

وذكر أن  "رجل الحمامة" و"لوف السبع" يستخدمان لتخفيف الوزن، أما قشر الرمان مع الصبرة المرة فيستخدمان لعلاج داء السكري، و"الكركديه" لعلاج داء الضغط، وكذلك الشعير الذي تستخدم مياهه بعد غليها في تخفيف آلام الكلى.

وبيّن العطار الفلسطيني، أن انتشار الإنترنت والبرامج الإعلامية التي تبث في الإذاعات والتلفزيون ساعدت الناس على معرفة الفوائد الموجودة فيها، ما ساهم في زيادة إقبال الناس عليها، بالإضافة لبعض الأفراد الذين لم يجدوا فائدة في الدواء الطبي أو للهروب من المضاعفات الموجودة فيه.

وتابع: "زادت نسبة الزبائن من فئات المتعلمين والمثقفين بعدما اقتصر بيعها في السابق على عامة الناس الذين يؤمنون بطب الآباء والأجداد، ما يدل على زيادة الوعي بأهمية الأعشاب وقيمتها العلاجية من قبل الصيادلة الذين يدرسون تفاصيلها الدقيقة وفوائدها".

وأضاف زين الدين، أن العطّار استفاد من ثورة المعلومات أيضًا من خلال تصحيح بعض الأخطاء التي كانت متداولة في السابق.

وطرح مثالًا على ذلك قائلًا "إن عشبة السلمكة كانت توصف بشكل كبير للناس ولكن بعد أن تبينت آثارها السلبية بأنها تسبّب فقر الدم، أصبح وصفها يتم بحذر شديد ولوصفات معينة فقط ،فضلًا عن أن السلمكة عشبة سامة إذا ما تم تداولها بكميات كبيرة.

وشدّد زين الدين، على أن العطار يعتمد بشكل أساسي في وصف الأعشاب المناسبة على تشخيص الطبيب المختص والفحوصات التي يقوم بها المريض، موضحًا أن العطّار ليس طبيبًا لكي يشخص المرض بالدقة المطلوبة.

ونوّه إلى أن كثيرًا من الناس يقعون في الخطأ لاعتقادهم أن العطّار هو طبيب يستطيع تشخيص المرض ووصف العلاج المناسب له.

وأوضح أن بعض الأعشاب يتم التعامل معها كالدواء الطبي بكميات ونسب محدودة وفترة زمنية معينة حتى لا تُسبّب أي مشاكل للمريض إذا ما تم تناولها بشكل خاطئ.

كما أشار إلى وجود بعض أسعار الوصفات المكلّفة نوعًا ما، التي قد تصل إلى 200 شيكل مثل وصفات إنقاص الوزن لأنها تتطلب أنواعًا خاصة من الأعشاب تكون في الأساس مرتفعة الثمن.

ودعا زين الدين المواطنين إلى ضرورة معرفتهم بالأعشاب التي يتم تناولها أو يقوم العطّار بوصفها لهم، ناصحًا إياهم بالتأكد من فوائد هذه الأعشاب عن طريق الإنترنت الذي بات في متناول جميع الناس.