القاهرة- شيماء مكاوي
كشفت أخصائي التغذية الشاملة، الدكتور شريفة أبوالفتوح عن وجود علاقة مباشرة بين اضطراب الذاكرة وسوء التغذية.
وأكدت أبوالفتوح، في حوار خاص مع "فلسطين اليوم" بقولها: هناك أسباب كثيرة لاضطراب الذاكرة، منها الأسباب المرضية كأمراض تصلب الشرايين وقصور الغدد والسُكري والحساسية وألزهايمر وغيرها، وهناك أسباب متعلقة بالغذاء؛ مثل سوء التغذية فمن المعروف أن الدم هو الذي يغذي الجسم كله بما فيه المخ، فإذا كان الدم محملًا بالكوليسترول والدهون، فذلك يجعل شريان الدم ومروره إلى المخ بطيئًا وهو ما يؤثر تلقائيًّا على عمليات التذكر والذاكرة.
وأوضحت بقولها: المخ به "ناقلات عصبية" بمثابة مفتاح تشغيل المخ والذي يعمل بكفاءة حال انسياب الدم بصورة طبيعية والعكس صحيح، فسوء التغذية يؤدي لحدوث اضطرابات الذاكرة، وهناك أغذية وفيتامينات صحية يؤثر وجودها أو نقصها على الذاكرة إيجابًا أو سلبًا لأنها تساعد على نقل الدم للمخ بشكل أسرع ومنها: "المنجنيز" ويتوافر في الحبوب والبقول والأفوكادو، مع الحرص على تناولها باعتدال وبعيدًا عن الكالسيوم، و"الزنك" وهو مهم جدًا لأنه يطرد السموم من المخ ويتوافر في الزبادي والبيض والمشروم واللب الأبيض.
وأضافت أبوالفتوح: وهناك "فيتامين ب المركب" وهو مهم جدًا لأن نقصه يؤدي لحدوث اضطرابات في الذاكرة ويتوافر في كل المنتجات الحيوانية والحبوب والمشروم وكل ما سبق ذكره يمكن تناوله في صورة حبوب أو أقراص (مكملات) شريطة أن يكون تحت إشراف طبي دقيق؛ لأن الطبيب المختص وحده هو الذي يستطيع تحديد ما يحتاجه كل إنسان والجرعة اللازمة، و"حبوب لقاح النحل" من الأغذية المهمة جدًا لتقوية الذاكرة مع مراعاة أن يكون تناولها تحت إشراف طبي؛ لأنها قد تسبب الحساسية للبعض.
وبشأن مرض ألزهايمر فأشارت إلى أنه "تم اكتشافه العام 1907 على يد طبيب ألماني اسمه "زهايمر"، وهذا العالم اكتشف عند قيامه بتشريح "مخ" بعض مرضى الزهايمر عقب وفاتهم وجود نسبة عالية من عنصر الألومنيوم السام يقابله نقص شديد في بعض العناصر المهمة، وعلى رأسها عنصر الزنك وكذلك نقص فيتامين B 12، وهو الأمر الذي جعل العلماء يربطون بين الإصابة بمرض الزهايمر وزيادة عنصر الألومنيوم السام، وفي إنجلترا وجد أن نسبة الألومنيوم الموجودة في مخ مريض الزهايمر تزيد بمعدل 50 % عن الإنسان السليم، واكتشفوا أن بعض أسباب زيادة عنصر الألومنيوم في مخ الإنسان تأتي من مياه الشرب بسبب المواسير والصنابير التي تمر بها المياه".
وأضافت أبوالفتوح: أما في الولايات المتحدة الأميركية فقد اكتشفوا أن الوجبات الجاهزة السريعة بها نسبة عالية من الألومنيوم السام، وأيضًا بسبب العبوات الغذائية المغلفة من الداخل بالألومنيوم كعبوات العصائر وغيرها، وأيضًا بسبب الطهي في الأواني الألومنيوم والتي تم حظر استخدامها تمامًا هناك، وفي دول كثيرة في العالم تزيد نسبة الألومنيوم ما بين (2 إلى 3 مم) وهي نسبة كبيرة جدًا وبالتالي ضارة جدًا على صحة الإنسان، ولذلك يجب التنبيه جيدًا عند استخدام جميع المنتجات الغذائية.
وأكدت أن هناك بعض الأنواع من شامبو الشعر وكذلك بعض مزيلات العرق وغيرها من هذه المنتجات التي تزيد فيها نسبة الألومنيوم بدرجة كبيرة ولذا يجب التأكد منها قبل استخدامها، وأيضًا هناك أنواع من "الأدوية المضادة للحموضة" تزيد فيها نسبة "هيدروكسيد الألومنيوم" وهي شديدة الخطورة على المخ، كل ما سبق ذكره عن عنصر الألومنيوم ينطبق على عنصر الزئبق فأيّة زيادة في معدلات هذين العنصرين ضارة جدًا بصحة الإنسان.
ونصحت أخصائي التغذية الشاملة بقولها: لذا يجب الانتباه والحذر ومراعاة جميع الوسائل الصحية السليمة عند التعامل مع المنتجات المصنعة والمختلفة والجاهزة سواء التي نأكلها أو نستخدمها، وكذلك الحذر عند تناول الفيتامينات أو المكملات الغذائية المصنعة بأن يكون تناولها تحت إشراف طبي دقيق، أما عن أفضل أواني الطهي بعد حظر استخدام أواني الطهي المصنعة من الألومنيوم فهي الأواني الحديد ولكنها قد تكون نادرة بعض الشيء، والأواني الزجاجية أو الفخار المعروف المصدر (على أن يتم نقعها في ماء وخل لمدة 24 ساعة قبل الاستعمال للتخلص من الرصاص)، والأواني المطلية من الداخل بـ"الأنياميل" (طلاء المينا العازل)، الأواني المصنوعة من "الاستنلس ستيل"، والأواني التي لا يلتصق بها الطعام شريطة ألا يكون بها أي خدش.
وأخيرًا قالت د. شريفة أن "هناك نصائح قد تساعد على تقوية الذاكرة وهي وقف التنفس لمدة 30 ثانية كل ساعة، ولمدة 10 أيام متتالية فهذا التمرين يساعد على وصول الدم للمخ بشكل أسرع وتحسين الذاكرة، وتدوين الجدول اليومي للأنشطة المختلفة التي ننوي القيام بها، هذه الطريقة تساعد على تقوية الذاكرة بل إن القيام بعملية الكتابة نفسها قد يجعلنا لا نحتاج للعودة إلى الجدول مرة أخرى لأننا نتذكره جيدًا، وحل الكلمات المتقاطعة لأنها أيضًا تساعد الذاكرة، ومن أهم الأشياء التي تساعد على تقوية وتحسين الذاكرة ممارسة الرياضة في الهواء بشكل منتظم وقد يكون أفضل نوع من الرياضة المشي لمدة نصف ساعة يوميًا، وأخيرًا اتباع نظام غذائي صحي سليم.