القاهرة- شيماء مكاوي
بيّن أستاذ أمراض النساء والتوليد والعقم الدكتور حسن جعفر، أن مرض "بطانة الرحم المهاجرة" ينتج عن اضطراب الأنسجة التي تشكل البطانة بحيث تنمو خارج التجويف المخصص لها، وأن ذلك يحدث عندما تنمو البطانة على المبيضين والأمعاء وأنسجة بطانة الحوض، ولكن من النادر ان تنتشر الأنسجة خارج منطقة الحوض، ولكنه أيضًا ليس مستحيلًا.
وأوضح جعفر، في حوار مع "فلسطين اليوم"، أن أعراض المرض تختلف من امرأة إلى أخرى، فبعض النساء يعانين من أعراض خفيفة، ولكن الأخريات يمكن أن يعانين من أعراض متوسطة إلى شديدة، وشدة الألم لا تشير إلى درجة أو مرحلة من مراحل المرض، فقد يكون لدى المرأة شكل خفيف من المرض، ولكنها تعاني من ألم مبرح، ومن الممكن أيضًا أن يكون لديها شكل حاد من المرض ولكن عدم شعورها بالراحة يكون قليلاً جدًا.
وأضاف أن آلام الحوض هي أكثر الأعراض شيوعًا، وقد يكون لدى المرأة أيضًا أعراض أخرى مثل ألم أسفل البطن قبل وأثناء فترة الحيض، وتشنجات متواصلة لمدة أسبوع أو أسبوعين حول فترة الحيض، ونزيف الحيض الثقيل أو النزيف بين فترات العادة الشهرية، والعقم، والألم بعد الجماع، وعدم الراحة مع حركات الأمعاء، وآلام أسفل الظهر التي قد تحدث في أي وقت خلال الدورة الشهرية، مؤكدًا أن الأعراض عادة ما تتحسن بعد انقطاع الطمث.
أما بشأن مضاعفات المرض، فتابع حسن قائلاً: مشاكل الخصوبة أخطر المضاعفات، ولكن هناك بعض الحالات التي قد تكون المرأة قادرة فيها على الحمل وذلك في الأعراض الخفيفة للمرض، والدراسات تشير إلى أن ما يقرب من ثلث إلى نصف النساء اللاتي يعانين من المرض لديهن صعوبة في الحمل.
وأوضح أستاذ أمراض النساء أن العلاج الدوائي لا يحسِّن الخصوبة، ولكن بعض النساء يصبحن قادرات على الإنجاب بعد إزالة أنسجة بطانة الرحم المهاجرة جراحيًّا عن طريق منظار البطن ومحاولة إزالة أيّة التصاقات قد تكون موجودة في منطقة الأنابيبب والمبايض، وإذا لم تنجح هذه الطريقة فيكون اللجوء إلى الحقن المجهري هو الحل المطروح.
وينصح الدكتور حسن جعفر بتعجيل إنجاب الأطفال إذا كانت الزوجة تعاني من المرض وكانت ترغب في الإنجاب؛ لأن الأعراض قد تزداد سوءًا مع مرور الوقت، وهذا يمكن أن يجعل من الإنجاب صعبًا من دون مساعدة طبية، ونصح كذلك باستشارة الطبيب المعالج للمساعدة في فهم الخيارات المتاحة.
واختتم حديثه بأن المرض حالة مزمنة ولكن هذا لا يعني أنها يجب أن تؤثر على الحياة اليومية للمرأة المصابة، فهناك أكثر من علاج فعاّل للألم ومشاكل الخصوبة مثل الأدوية والعلاج الهرموني، والجراحة.