القاهرة- شيماء مكاوي
كشف استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور رفعت الجابري، أنَّ هناك مشاكل كثيرة تحدث مع بداية الرضاعة الطبيعيّة للأم وللطفل، ولذلك على الأم أن تتحلَّ بالصبر في بداية الرضاعة الطبيعية وأن تتعرف تمامًا على كل ما يتعلق بالرضاعة.
وعن الأم والمشاكل التي تتعرض لها من الرضاعة الطبيعيّة، أكد الجابري خلال حديث خاص لـ"فلسطين اليوم": أولها تشقق حلمة الثدي والشعور بالآلام وهذه المشكلة يمكن حلها بأن يأخذ الطفل الثدي عن طريق لمس زاوية الفم بواسطة الثدي؛ لأنَّ هذه الحركة تجعل الطفل يمسك الثدي بطريقة صحيحة، ويجب أن يمسك الطفل ليس فقط بالحلمة بل بالهالة السوداء المحيطة بالحلمة وخصوصًا من أسفل الحلمة؛ لأنَّ هذا يساعده على عملية شفط اللبن وإنهاء اللبن من الثدي تمامًا أثناء الرضاعة، وأيضًا يجب ألا تسدِّي أنف الطفل أثناء الرضاعة حتى يستطيع أن يتنفس".
وأضاف "أما عن التشقّقات فهي غالبًا تحدث نتيجة عدم إمساك الطفل للثدي بصورة صحيحة، ويجب الحذر من وضع كريمات على الثدي لأنَّ الطفل يرتبط برائحة الثدي والكريم يغيّر من تلك الرائحة ويجعل الطفل يرفض الرضاعة وعلاج التشقّقات فقط بالإمساك الصحيح أثناء الرضاعة".
وتابع الجابري "أما عن الآلام المتعاقبة من تشقّق الحلمة فعلاجها أن يرضع الطفل من الثدي الذي به آلام كثيرة؛ لأنَّ شفط اللبن ومسك الثدي بصورة صحيحة سيقلّل من الآلام، ومن الممكن أن نضع كمادات دافئة قبل الرضاعة على الثدي المؤلم سيساعد هذا على نزول اللبن ويقلل الألم، وبعد الرضاعة ضعي كمادات ماء بارد على الصدر،
ومن المشاكل التي تتعرّض لها الأم أيضًا أثناء الرضاعة الطبيعيّة قلة اللبن وحلّ تلك المشكلة هو الهدوء النفسي للأم وأن نجعل الطفل يُفرغ الثدي تمامًا من اللبن لأنَّ هذا يساعد على زيادة امتلائه مع تناول الحلبة والمُغات".
واستطرد "بالنسبة إلى مشاكل الرضاعة الطبيعية للطفل فهي متعدّدة منها عدم خلود الطفل إلى النوم بعد الرضاعة واستمراره في البكاء قد يكون هذا بسبب عدم تجشوء " تكريع" الطفل مما يسبّب له آلامًا، لذا يجب التأكد من إجراء تلك العملية للطفل جيدًا بعد كل رضعة، وهذا يعني إخراج الهواء الذي دخل له أثناء الرضاعة حتى لا تتكوّن الغازات وتسبّب له الآلام".
واستكمل الجابري "أكبر الأخطاء التي تقع بها الأم وتؤثر سلبًا على الطفل هو إرضاع الطفل كلما يبكي، فالبكاء له العديد من الأسباب المختلفة مثل: الآلام ودرجة الحرارة المرتفعة نتيجة وضع ملابس كثيرة على الطفل ومن الممكن أنَّ تكون الحفاضات المبتلّة وجميعها أسباب تسبّب بكاء الطفل، لذا يجب التأكد من عدم وجود سبب آخر لبكاء الطفل قبل إرضاعه، وأيضًا بالنسبة للطفل المُصاب بالصفراء بعد الولادة في حالات نادرة قد يحدث ارتفاع في نسبة الصفراء بعد أسبوعين من الولادة نتيجة الرضاعة الطبيعيّة وهذا سبب غير كافٍ لوقف الرضاعة".
وبيّن أنَّ "هناك أمهات يتساءلنّ عن مظاهر الرضاعة الطبيعيّة الكافيّة فهي متعددة مثل الزيادة في وزن الطفل والهدوء والشبع بعد الرضاعة وعدد مرات إخراج مقبولة في اليوم، والزيادة الطبيعية للطفل هي حوالي 150 غرام أو 200 غرام أسبوعيًا في أول أربعة أشهر، ومن الطبيعي أنَّ معدل الزيادة هذا سيقلّ بعد ثاني وثالث أربعة أشهر خلال العام الأول، وأيضًا في حالة نوم الطفل المتزايد في الأيام الأولى لا ينصح بأن نوقظه حتى يرضع فيجب ترك الطفل يأخذ قسط كافٍ من النوم وهو عندما يشعر بالجوع سيستيقظ ليرضع".
وعن فترة الرضاعة اللازمة، أوضح الجابري "إنَّها من 10 دقائق إلى 30 دقيقة حسب قدرة الطفل وقوته على شفط اللبن، ولكن يجب إرضاعه بحد أقصى كل أربعة ساعات حتى لا يقل السكر في دم الطفل، وحتى يزيد من إدرار اللبن في ثدي الأم، وإذا كان نائم أكثر من أربعة ساعات من الممكن أنَّ تعطيه ثدييها وهو نائم سيرضع لأن نوم الطفل في ذلك الوقت يكون نوم نشط".
ويذكر الدكتور الجابري "من المشاكل الشائعة أيضًا رفض الطفل للرضاعة وهنا يجب على الأم أن تغيّر من طريقة أكلها وأنّ تمتنع عن تناول الثوم والتوابل لأن اللبن يكتسب طعمها".