أعلنت وزارة الداخلية التونسية مقتل شرطي في مواجهات الأربعاء بين الشرطة ومتظاهرين في العاصمة تونس، في ردود فعل غاضبة بعد اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد. وفي بيان للوزارة قالت إن عنصر الأمن لطفي الزار - 46 عاما- لقي حتفه "بعد تعرضه لإصابة على مستوى الصدر بحجارة أثناء عملية تفريق مجموعة من المحتجين بجهة باب الجزيرة وسط العاصمة، كانوا بصدد الاعتداء على بعض المحلات التجارية". وكان وزير الداخلية التونسي علي العريض، أوضح أمس، إن السياسي البارز شكري بلعيد لقي مصرعه بعد إصابته بثلاث رصاصات من مجموع 5 طلقات نارية أطلقها الجاني على بلعيد الذي كان يستعد لركوب سيارته رفقة سائقه للذهاب الى عمله في حادثة أدخلت البلاد في حالة من الصدمة اندلعت على إثرها احتجاجات عنيفة في مختلف أنحاء البلاد مناوئة لحركة النهضة الحاكمة . ونقلت اذاعة "شمس اف ام " التونسية الخاصة عن الوزير أن القاتل لاذ بعدها بالفرار في اتجاه شخص آخر كان ينتظره على متن دراجة ناريـــة ليلوذا كلهما بالفرار . ويأتي مقتل بلعيد وسط أزمة سياسية تشهدها البلاد سببها خلاف أحزاب الترويكا الحاكمة في تونس حول التعديل الوزاري المرتقب. واتهم بلعيد، في آخر ظهور تلفزيوني له قبل اغتياله، حركة النهضة بتبني العصابات الإجرامية التي اغتالت المعارض لطفي نقض، قائلاً: "البيان الختامي لمجلس الشورى لحركة النهضة تبنى تلك العصابات الإجرامية". في إشارة الى ما يعرف بميليشيا روابط حماية الثورة المحسوبة على النهضة و التي يطالب المعارضون بحلها بينما تتمسك النهضة بالإبقاء عليها.  وأشار بلعيد أيضاً إلى محاولة مجموعات تخريب مؤتمر لحزبه، رغم وجود عناصر الأمن التي لم تتدخل، وكانت "تتفرج" على حد قوله. وشكري بلعيد، هو محام وحقوقي تونسي ولد عام 1964 بضاحية جبل الجلود قرب تونس العاصمة، عرف بنضاله السياسي خلال حكم الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي وعرف بمواقفه في أحداث الحوض المنجمي بقفصة (جنوب غرب). وتلقى بلعيد في مناسبات عدة تهديدات بالقتل وأنشئت صفحات على "فيسبوك" تتهمه بالعمالة والإلحاد وتطالب بقتله.