القاهرة - فلسطين اليوم
أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية نصير نوري أن بغداد بصدد إرسال قوات عسكرية قتالية إلى مصر لتدريبها خلال الفترة القريبة المقبلة.
تدريب الجيش المصري لقوات من الجيش العراقي، يأتي في أعقاب زيارة رسمية، قام بها وزير الدفاع العراقي إلى القاهرة قبل أيام، وجرى خلالها الاتفاق على هذا الأمر، انطلاقاً من عوامل مهمة بالنسبة إلى البلدين. فالقاهرة تطرح استراتيجية مختلفة في مواجهة "داعش"، خلاف وجهات النظر المطروحة عربيا ودوليا. تلك الاستراتيجية، تتمثل في أن يتم تدعيم الجيوش القائمة في تلك الدول، وﻻ سيما العراق وليبيا، وربما أيضا سوريا.
وفي الوقت، الذي استقبلت فيه القاهرة وزير الدفاع العراقي، كان القائد العام للقوات المسلحة الليبية موجوداً في القاهرة. وقد طرحت الحكومة المصرية الأمر نفسه على المسؤول الليبي بهدف تقوية وتعزيز القوات الليبية.
مصر، وكما يرى متابعون لملفات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تسعى للعب دور إقليمي آخذ في التنامي، عبر محاور سياسية وعسكرية في مختلف الاتجاهات. فهي تعلن وجهة نظرها لقادة الدول الغربية، التي تتحين الفرص للتغلغل وجوديا في مناطق النزاعات.
وزير الخارجية المصري، سامح شكري، وجه تحذيراً إلى الغرب من أي تدخل عسكري منفرد في ليبيا، لا يأخذ بعين الاعتبار دعم وقيادة وتعاون القوات المسلحة الليبية وحكومة التوافق الوطني. وقد أكد وجهة النظر هذه أمس الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في مباحثات هاتفية جرت بينهما. والموقف من الأوضاع في ليبيا، يتطابق مع التحفظ المصري على التدخل العسكري البري في سوريا.
الأمر الآخر، أن الدعم، الذي تقدمه مصر للجيش العراقي يمثل جزءاً أصيلا من استراتيجيتها الدولية في مواجهة الإرهاب، وﻻ سيما في ملف مكافحة تنظيم "داعش"، الذي تدفع القاهرة بكل قوة لمحاربته ضمن استراتيجية دولية واضحة. وهو ما يتوافق والرؤية الروسية، التي تجسدت في توقيع اتفاق مع الحكومة العراقية للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، فضلاً عن دعم كل من موسكو والقاهرة لبغداد في وجه الممارسات الاستفزازية، التي تقوم بها أنقرة على الأراضي العراقية.