أسس شباب وشابات سوريون وفلسطينيون منظمة أهلية في بيروت أطلقوا عليها اسم "سردا". ويحاول هؤلاء الشباب مساعدة أطفال اللاجئين السوريين الذين فروا إلى لبنان، ولهذا الغرض أسسوا روضة "أملنا" لرعاية أطفال هؤلاء اللاجئين. يبلغ عدد الأطفال في الروضة سبعين طفلا، وهناك عدد أكبر بكثير من الأطفال مسجلين على قائمة الانتظار لقبولهم في الروضة. وتعمل نبيلة، الناشطة الاجتماعية الفلسطينية، في الروضة منذ تأسيسها. وهي المربية المسؤولة عن إحدى المجموعات الثلاث من الأطفال. وتعرف نبيلة العديد من الأسر السورية في صبرا. ولاحظت أن أطفالا كثيرين لا يفعلون أي شيء ولا يذهبون إلى مدرسة أو روضة، والسبب هو أن طاقات المؤسسات اللبنانية ومؤسسات منظمة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط محدودة. روضة أملنا مشروع غير عادي، إذ إنها نتيجة تعاون فلسطيني سوري لبناني، فالمشتغلون في الروضة والمساعدون المتطوعون فيها فلسطينيون وسوريون. وغرف الروضة تابعة لمنظمة فلسطينية تحمل اسم "جمعية المساعدات الشعبية للإغاثة والتنمية". ويقوم طبيب سوري بالعناية الطبية بالأطفال مرة في الأسبوع. وأسس ناشطون سوريون بالتعاون مع أصدقائهم اللبنانيين جمعية تساهم في تمويل عمل روضة الأطفال، ويقومون بجمع التبرعات ويبحثون عن دعم مادي طويل الأجل. "تمثلت أكبر مشكلة في كسب ثقة الأسر السورية"، يقول السوري رامي أحد مؤسسي الجمعية، إذ إن لاجئين كثيرين اعتقدوا أن رامي وأصدقاءه يمثلون كتلة سياسية معينة. "أقمنا اتصالات مباشرة مع اللاجئين وزرناهم في بيوتهم وسألناهم عما يحتاجون إليه"، كما يضيف رامي. وكان يجب على الناشطين السوريين أن يتعلموا كيف يتم تأسيس جمعية وكيف يتم وضع ميزانية وكيف يتم جمع التبرعات. "الثورة دفعتنا إلى كل هذا"، يقول رامي.