أكد الدكتور علي المالكي أنه تم تنفيذ حكم القصاص بحق السجين السعودي عبدالله فندي السعيد الشمري، في حائل، والذي يعتبر أقدم سجين بالمملكة منذ 30 عامًا، بعد إدانته في 1983 بقتل معجب الرشيدي إثر مشاجرة بينهما. وقال الشيخ الدكتور علي المالكي أن كل الجهود التي بذلت للتنازل أو وقف الحكم منيت بالفشل وشدد الماكي أنه سبق وأن أجل تنفيذ الحكم في الشمري 18 مرة في السنوات الثلاثين الماضية، قبل أن ينفذ فيه الحكم اليوم، بعد فشل مساع قادها كبار رجال العلم ومساعد أمير منطقة حائل لأقناع ابن القتيل بالتنازل، كما عجت قاعة التنفيذ العلني بالآلاف من أهالي حائل الذين طالبوا ابن القتيل بالتنازل، ولكنه ظل متمسكًا بحقه في الثأر. وكان من المفترض أن يتم تنفيذ الحكم في الساعة الحادية عشرة صباحًا، ولكن تم تأجيل ذلك إلى الثانية ظهرًا لعدم وصول السياف لمنطقة حائل. وبدأت قصة عبد الله بن فندي غازي السعيد الشمري عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره؛ عندما أدّت مضاربة نشبت بينه وبين معجب الرشيدي إلى مقتل الرشيدي إثر تلقيه ضربةً قاتلةً بعصا غليظة، واقتيد وقتها إلى السجن. وبعد 5 سنوات من التقاضي حكمت هيئة من القضاة بإدانة الشمري بجريمة القتل الخطأ، وألزمته بدفع الدية الشرعية لأسرة القتيل، قبل أن يُفرج عنه. وبعد خروجه احتفل عبد الله بزواجه، لكن فرحته لم تدم طويلاً فبعد نحو عامين من زواجه أُلقي القبض عليه من جديد، وأُودع السجن، وأُعيدت محاكمته بناءً على طلب ذوي القتيل، وحُكم عليه هذه المرة بالقصاص. وأسندت إدارة سجون حائل رئاسة العنبر المثالي في سجن حائل للشمري نظير الدور الذي أدّاه خلال فترة سجنه من حثّ عشرات السجناء على حفظ القرآن الكريم، وإقناع السجناء المدخنين بالإقلاع عنه؛ ما جعل معظم السجناء يحفظون القرآن الكريم، كما أن تميزه سلوكيًا داخل السجن كان له تأثيرٌ بالغٌ في تحسُّن سلوك المئات من السجناء. يشار إلى أن قضية الشمري تحظى بتعاطف شعبي واسع في المملكة ودول الخليج، وقد شهدت وساطات لشيوخ خليجيين عرضوا مبالغ ضخمة للعفو، في حين أمضى آلاف المواطنين صباح اليوم أوقاتهم أمام الشبكات الاجتماعية في انتظار خبر العفو، وتداولوا على نطاق واسع نداء لابنة السجين الشمري موجهًا لقبيلة الرشايدة بالعفو لوجه الله.