شهدت شوارع رام الله خروج مجموعة من الشبان الملثمين تحت اسم حركة "تمرد"، وذلك للمرة الأولى منذ انتفاضة الأقصى الثانية قبل سبع سنوات، للدعوة إلى استعادة أجواء الانتفاضة والمقاومة الشعبية والمسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي، لهدف إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية من جديد. وانطلقت المسيرة من أمام دوار المنارة في رام الله وجابت شوارع المدينة الرئيسة، حيث ردد الشبان من الجنسين الهتافات الداعية إلى عودة التيارات العسكرية في الفصائل الفلسطينية كافة، وتنسيق جهودها سوية من أجل عودة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، باعتبارها أقصر الطرق لإنهاء الانقسام. وحمل الملثمون المشاركون في الفعالية التي أطلقوا عليها عنوان "انتفاضة يا فلسطيني تمرد" لافتات كتبوا عليها "انتفاضة"، ودعوا الفلسطينيين إلى الاشتباك مع جيش الاحتلال على الحواجز ومناطق التماس، والتمرد على الواقع الفلسطيني الذي قادتهم إليه القيادات الحالية بكل تياراتها واختلافاتها، فيما هتفوا "ما خلقنا لنعيش بذل.. خلقنا لنعيش بحرية...انزل عالشارع يا شعبي.. عن حقك دافع يا شعبي.. حرر أسراك يا شعبي". وقال أحد المتحدثين باسم المحتجين، إنهم لجؤوا إلى ارتداء اللثام من أجل حماية الشباب من الاعتقالات الإسرائيلية المتكررة، مضيفًا "نحن شعب يعيش تحت الاحتلال، وهذا يعني أننا في حالة مواجهة دائمة معه، وإن أنشطة المجموعة كافة هي ضد الاحتلال، وندعو إلى عدم رهن التحركات الوطنية والاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي بقضايا يومية وردود أفعال فقط". وجاءت هذه الحركة، بعد أيام من إطلاق حملة "يا فلسطيني تمرّد" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وتضم نشطاء فلسطينيين من الداخل والشتات، وتؤمن بالإرادة الشعبية التي تفرض نفسها على كل القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، حيث قال البيان الأول للمجموعة، "إذا بدك تصير انتفاضة لازم تتمرد على واقعنا الفلسطيني التي وصلتنا إليه القيادات الحالية بكل تياراتها واختلافاتها، وإذا بدك تتمرد على الواقع الذي وصلنا إليه في الوقت الراهن، فمعناها أنت تسعى إلى انتفاضة ضد الاحتلال، لأن هذه القيادات والسلطات صارت عائق بيننا وبين المواجهة المباشرة مع الاحتلال". وقد استلهم الشباب الفلسطيني الفكرة من حملة "تمرد" المصرية، التي استطاعت حشد ملايين المصريين للنزول إلى الميادين، والتظاهر ضد نظام الرئيس المعزول محمد مرسي في 30 حزيران/يونيو الماضي، لذلك أخذوا القرار لنقل التجربة وتطبيقها في فلسطين، للتمرد ضد الانقسام والفقر والفساد ورسم خارطة طريق جديدة لفلسطين.