دمشق - فلسطين اليوم
سيطر الجيش السوري النظامي ومليشيات موالية مساء أول أمس الاثنين على برج القصب وجبل غزالة بجبل الأكراد في ريف اللاذقية شمال غرب سوريا بعد معارك عنيفة مع فصائل المعارضة المسلحة شارك فيها الطيران الروسي بكثافة.
وتأتي سيطرة النظام على برج القصب بعد أن استولى مطلع الشهر الحالي على قرى الزويك وغمام والدغمشلية ودير حنا القريبة من البرج، مما جعل وصوله إليه أمرا غير عسير حسب متابعين.
وقال ناشطون إن النظام ومليشيات شيعية من إيران والعراق ولبنان بدؤوا بالهجوم على برج القصب فجر الاثنين بعد تمهيد ناري عنيف استخدمت فيه مختلف صنوف القذائف الصاروخية والمدفعية انطلاقا من مراصد النظام في البرج 45 وتلا وانباتة واستربة والزوبار.
العامل الحاسم
وأوضح أبو العمر القيادي في فصيل أنصار الشام الذي يقاتل في ريف اللاذقية أن العامل الحاسم في معركة برج القصب كان الطيران الروسي الذي نفذ أكثر من سبعين غارة واستهدفت البرج وطرق إمدادات مقاتلي المعارضة بعشرات الصواريخ الفراغية والعنقودية، الأمر الذي أرغمهم على التراجع عن البرج.
وأشار القيادي في حديثه للجزيرة نت إلى أن مقاتلي المعارضة صمدوا بوجه أعنف هجمة يشنها النظام منذ الفجر حتى الليل، وتمكنوا من تكبيده خسائر بشرية كبيرة، وأسروا خمسة من عناصره، في الوقت الذي أصيب فيه عدد من مقاتلي فصائل المعارضة، وتم أسر ثلاثة منهم أصروا على عدم الانسحاب من البرج.
ويعد برج القصب أخطر المواقع التي خسرتها فصائل المعارضة بريف اللاذقية منذ بدء هجوم النظام عليها مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وذلك بسبب إشرافه على الطريق بين اللاذقية وحلب الذي سيطرت عليه المعارضة منذ العام الأول للثورة السورية.
ويقول أبو العمر إن السيطرة على برج القصب تمنح النظام فرصة قطع الطريق بين جبلي الأكراد والتركمان لمسافة تزيد على سبعة كيلومترات، وترغم مسلحي المعارضة على سلوك طرقات أبعد لإيصال الإمدادات بين الجبلين حتى لا يكونوا عرضة للاستهداف المباشر من قمة البرج.
جبل غزالي
من جانب آخر، وبعد معارك كر وفر استمرت أكثر من عشرة أيام تمكنت قوات النظام السوري من السيطرة على قمة جبل غزالة بجبل الأكراد.
ويعد الجبل النقطة الأعلى في جبل الأكراد بعد قمة النبي يونس، ويتمتع بأهمية إستراتيجية كبيرة لإشرافه على مساحة واسعة من جبلي الأكراد والتركمان وصولا إلى الحدود التركية وجبل الأقرع.
وأرجع الناشط الإعلامي أبو المجد الناجي سبب تمكن النظام والمليشيات الموالية له من السيطرة على الجبل إلى تقصير كثير من فصائل المعارضة في إدلب وريف حماة في إرسال إمدادات دعم إلى ريف اللاذقية على الرغم من المناشدات الكثيرة.
خسائر كبيرة
ولفت أبو المجد في حديث للجزيرة نت إلى أن المعارضة بريف اللاذقية تكبدت خسائر كبيرة خلال صمودها الذي وصفه بالأسطوري، ولم يعد باستطاعتها المقاومة في 'وجه الهجوم الشرس' المستمر منذ ما يقارب ثلاثة أشهر بغطاء جوي روسي وصفه بالمجرم.
وبسيطرة النظام على جبل غزالي وبرج القصب في جبل الأكراد، وقبلهما برج زاهية بجبل التركمان تكون قوات المعارضة قد خسرت آخر التلال المرتفعة التي كانت تسيطر عليها منذ بداية الحراك المسلح في ريف اللاذقية مع نهاية العام الأول للثورة.