بغداد ـ فلسطين اليوم
أحيا المئات من المسيحيين في محافظة كركوك، الأحد، "عيد القيامة" في عموم كنائس المحافظة، وأكدوا أن كركوك تعيش أجواء أمنة بفضل القوات الأمنية ومساندة أهالي كركوك المحافظة، فيما عد محافظ كركوك نجم الدين كريم الاحتفال بهذه المناسبة "دليلاً على تجسيد التعايش التأريخي بين أبناء المحافظة" ودعوة للمسيحيين لعدم المغادرة وعودة المهاجرين منهم.
وأكد مطران الكلدان في محافظتي كركوك والسليمانية يوسف توما في كلمة له بمناسبة عيد القيامة الذي أقيم في كاتدرائية القلب الأقدس في مدينة كركوك، إن "المئات من المسيحيين أحيوا، اليوم، عيد القيامة في عموم كنائس المحافظة"، عاداً أن "كركوك تعيش أجواء أمنة بفضل تلاحم السلطة والقوات الأمنية ومساندة أهالي كركوك"، مضيفًا أن "المحافظة احتضنت اكثر من 600 ألف نازح بينهم عدد من المسيحيين بضمنهم طلبة جامعات نينوى والموصل وتكريت"، مشيراً الى أن "مساندة إدارة كركوك للطلبة النازحين كان له الدور في تميزهم بدراستهم، بالرغم من جهود الكنيسة لدعمهم".
من جانبه كشف محافظ كركوك نجم الدين كريم، إن "المشاركة في هذه المناسبة تأتي لتقديم التهنئة وتجسيداً للاخوة والتعايش التاريخي الذي تشهده محافظة كركوك، ودعوة للمسيحيين لعدم المغادرة وعودة المهاجرين منهم"، عاداً أن "احتفالات اليوم دليل على الأمان والسلام الذي تشهده المحافظة"، وقدم كريم، التهنئة "للقوات الأمنية في الانبار ونينوى بالانتصارات التي حققتها في المعارك"، معرباً عن أمله بأن "يتم تحرير ما تبقى من مساحات محافظة كركوك".
ويبدأ المسيحيون الشرقيون التحضير لعيد القيامة بالصوم الكبير، يليه الأحد الذي يسمى بأسبوع الشعانين، والذي ينتهي بسبت لعازر الذي يشارف زمن الصوم الكبير على الانتهاء بحلوله، وبعد سبت لعازر يأتي أحد الشعانين، الأسبوع المقدس (أسبوع الآلام) ويتوقف الصوم بعد الاحتفال الكنسي "اللتورجي"، ويلي عيد القيامة أسبوع النور (أسبوع الحواريين)، أما المسيحيون الرومان الكاثوليك واللوثريون والانجليكان فيحتفلون بقيامة المسيح في ليلة سبت النور في أهم احتفالية كنسية من السنة كلها، تبدأ في الظلام وحول لهب النار الفصحية المقدسة، حيث يتم إيقاد شمعة كبيرة تدل على قيامة المسيح وتنشد الترانيم ثم تقرأ أجزاء من العهد القديم من الكتاب المقدس، كقراءة قصة الخلق وتضحية اسحق، وعبور البحر الأحمر والتنبؤ بقدوم المسيح، تتبعها تلاوة ترنيم الهليلويا وقراءة إنجيل القيامة.
وانخفضت أعداد المسيحيين في العراق بعد حرب العام 2003 بحسب إحصاءات غير رسمية، من 1.5 مليون إلى نصف المليون، بسبب هجرة عدد كبير منهم إلى خارج العراق وتعرّض العديد إلى الهجمات في عموم مناطق العراق، خاصة في نينوى وبغداد وكركوك.
يذكر أن المسيحيين في العراق يتعرضون إلى أعمال عنف منذ عام 2003 في بغداد والموصل وكركوك والبصرة، من بينها حادثة خطف وقتل المطران الكلداني الكاثوليكي بولس فرج رحو، في شهر آذار من العام 2008، إضافة إلى حادثة كنيسة سيدة النجاة في العام 2010، وبعد سيطرة تنظيم (داعش) على مدينة الموصل في العاشر من حزيران 2014، تعرضوا للقتل والتهجير ونهب ممتلكاتهم وحرق منازلهم.