رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي

جدد العراق رفضه دخول قوات تركية إلى أراضيه باعتبار ذلك خرقا للسيادة، وذلك بعد توجهه إلى مجلس الأمن للمطالبة بسحب القوات التركية، في حين شهدت بغداد مظاهرات للحشد الشعبي رفضا لهذه القوات.

وقال وزير الدفاع خالد العبيدي -على هامش زيارته لمناطق القتال في أطراف الرمادي بمحافظة الأنبار واجتماعه بكبار القادة الأمنيين- إنه أبلغ نظيره التركي بضرورة سحب القوات التركية بشكل فوري ومن دون قيد أو شرط.

وكانت تركيا أرسلت قرابة 150 جنديا مؤخرا إلى منطقة بعشيقة (قرب الموصل) لاستبدال الوحدة العسكرية المكلفة بتدريب البشمركة منذ عامين ونصف العام، وتم استقدام ما بين عشرين و25 دبابة إلى المنطقة أثناء عملية التبديل.

لكن العراق لجأ الجمعة لمجلس الأمن الدولي للمطالبة بانسحاب فوري وغير مشروط لجميع القوات التركية من شمال البلاد، مؤكدا أن وجود هذه القوات 'انتهاك صارخ' للقانون الدولي.

في المقابل، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه من غير الوارد سحب القوة التركية، وأشار في مقابلة مع الجزيرة إلى أن وجود القوات التركية في العراق جاء بطلب مباشر من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ملمحا إلى دور روسي في تصعيد الأزمة بين أنقرة وبغداد.

وقال أردوغان -في مؤتمر صحفي قبل مغادرته إلى تركمانستان أمس السبت- إن العراق أصبح مرتعا للمنظمات 'الإرهابية' التي تهدد تركيا، وتساءل 'هل تريدون منا أن ننتظر دعوة من الحكومة المركزية (ببغداد) في حال حصول هجوم على بلدنا؟ لا نمتلك رفاهية انتظار مثل هذا الأمر'، مضيفا أن بلاده ستتخذ تدابيرها لحماية أمنها.

ومع توتر العلاقات بين موسكو وأنقرة على خلفية إسقاط المقاتلة الروسية اعتبرت روسيا نشر قوات تركية في شمال العراق 'توغلا غير قانوني'.

وشهدت بغداد أمس السبت تجمعا لآلاف المحتجين من الحشد الشعبي للمطالبة بانسحاب القوات التركية.

وقال علي الربيعي -وهو قائد لواء من الحشد متمركز في منطقة أبو غريب (غرب بغداد)- 'كوني آمر لواء عسكري لست راضيا تماما عن تحرك الحكومة، ونحن هنا لنقول إن صبر العراق قد نفد'.

وكان المرجع الشيعي علي السيستاني رأى أن الحكومة العراقية مسؤولة عن حماية سيادة العراق وعدم التسامح مع أي طرف يتجاوز عليها، من غير أن يشير صراحة إلى تركيا التي تتهمها بغداد بخرق حرمة أراضيها، بينما وصف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر التدخل التركي بأنه 'احتلال'.