الرياض – فلسطين اليوم
توقع عدد من المتخصصين بمتابعة الحركات الجهادية، ألا يفسح أيمن الظواهري زعيم جماعة القاعدة "الإرهابي" المجال لابن الزعيم السابق "حمزة بن لادن" لتولي الزعامة خلفًا لوالده، مثلما حدث مع نجل الملا عمر الذي اعترض أمير طالبان الجديد الملا منصور على توريثه.
المتخصصون تحدثوا عن اعتراض الزعيم الجديد لحركة طالبان الملا أختر منصور، على تزكية نجل الزعيم السابق للحركة الملا عمر خلفًا لوالده، وقالوا إنه مهما يكن طموح حمزة بن لادن (24 عامًا)، فإن وجوده خارج أفغانستان يجعله أقل قدرةً على التأثير في التنظيم الذي أسسه والده.
أما الأوراق التي عثرت عليها القوات الأمريكية من مخبأ بن لادن الأب فتشير إلى أن حكم التوريث كان يتنازعه اثنان من أنجال ابن لادن، لا (حمزة) وحده، الذي ظهر مؤخرًا في تسجيل صوتي يدعو فيه مقاتلي تنظيم "القاعدة" إلى نقل المعركة من كابول وغزة وبغداد إلى واشنطن ولندن وباريس وتل أبيب، حسب ما نشرته (الحياة)، الاثنين (17 أغسطس 2015).
وفي الوثائق التي تركها والده رسالة بعثها إلى رئيس أركانه آنذاك، يستشيره -حسب الرسالة رقم 19- في شأن إسناد مهمات قيادية إلى ابنه حمزة، غالبًا ما كانت حصرًا على أسامة نفسه، أو قياديين بارزين في التنظيم، أمثال اليمنيين أنور العولقي وناصر الوحيشي.
وفي رسالته، قال بن لادن: "بدا لي أمر أحببت أن أشارككم فيه، وهو أن يذهب ابني حمزة إلى (قطر) فيطلب الفقه الشرعي وفقه الواقع، ويقوم بواجب توعية الأمة، وإيصال بعض ما نريد إيصاله لها، ونشر أفكار الجهاد وتفنيد الباطل والشُّبه التي تثار حول الجهاد ضمن الهامش المتاح هناك".
فيما ركز المختصون على أن ما منع بن لادن من تعيين حمزة خليفة له بصراحة قبل مقتله، هو منازعة أخيه خالد (من أرملته الدكتورة سهام الشريف) له في الاضطلاع بدور في قيادة التنظيم؛ ففي الوثيقة نفسها يرفق بن لادن خطابًا موقعًا من ابنه (خالد)، يوجه فيه إعلام التنظيم بنشره؛ ما يعني طموح الاثنين إلى الزعامة.
مقتل خالد مع والده في أبوت أباد، مايو 2011، رجَّح كفة حمزة (والدته الدكتورة خيرية صابر)، لكن وجوده في مكان آخر خارج أفغانستان، يعتقد أنه قطر، يجعل تأثيره أقل مما لو كان في أرض التنظيم (أفغانستان)، إلا الوثائق التي عثر عليها في مخبأ ابن لادن تحمل رقم 10، بدا فيها أسامة مهتمًا بسلامة ابنه حمزة من الملاحقة الأمنية.