تساءل البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للموارنة، اليوم الثلاثاء، عن مستقبل منطقة الشرق الأوسط التي قال إنها دخلت في صراع الإيدلوجيات. وقال الراعي في كلمة ألقاها نيابة عنه البطريرك جورج شيحان مطران القاهرة خلال افتتاح مؤتمر "المواطنة.. مسلمون ومسيحيون في سبيل كرامة الإنسان" الذي ينظمه المركز الأردني لبحوث التعايش الديني "ها هي المنطقة (العربية) تدخل في صراع أيدولوجيات وحلت بنتيجتها الصعوبات في كل الوطن العربي مسيحيين ومسلمين على السواء من حروب وعنف وإرهاب وهجرة وتهجير وقمع حقوق الإنسان وتخلف اقتصادي". وأضاف "ها هو اليوم يطرح سؤالا كبيرا عن مستقبل العالم العربي بعد إنطلاقة ما سمي بالربيع العربي الذي أدخل الشعوب في تجربة نعيش اليوم تداعياتها وموعدها المأمول وهواجسها الخانقة". وأشار الراعي إلى التحولات الإجتماعية والإقتصادية والسياسية في الشرق الأوسط في ظل "الربيع العربي"، قائلا إن "ذلك عائد إلى آلاعيب الهيمنة والفهم الناقص للدين مما يؤثر في نشأة لتطرف الديني". ويهدف المؤتمر إلى إطلاق حوار لإيجاد آليات محددة لتفعيل الدور الإيجابي للخطاب الديني في نشر ثقافة المساواة، والعدالة الاجتماعية والديمقراطية، إلى جانب آليات علمية لقياس مدى التأثير الديني في هذا السياق. ويستعرض المؤتمر التحولات الاجتماعية الاقتصادية الراهنة في الشرق الأوسط، الإسلام السياسي وعلاقته مع الجماعات الدينية، وأوضاع المسيحيين العرب في الدول الإسلامية، والدين والدولة نماذج مقارنة للتعدديّة الدينية، ومنظومة القيم الدينية المشتركة، ودورها في بناء الديمقراطية والتعددية.