القذافى و بلير

قالت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية إن الزعيم الليبى معمر القذافى، اتهم رئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير، بدعم تنظيم القاعدة، كما انه رفض دعوته للتنحى خلال ذروة الثورة الليبية وفق ما كشفته محاضر اتصالات بين الطرفين. 

وأضافت الاندبندنت أن سجلات تضمنت مكالمتين هاتفيتين بين بلير والقذافى فى 25 فبراير 2011، نشرتها لجنة الشؤون الخارجية البريطانية. 

وأجرى بلير مكالمته الأولى للزعيم الليبى، حيث قال له إنه حاول الاتصال به لعدة أيام مع تصاعد الموقف الصعب والخطير، وفى ظل دعوات دوليه للتدخل فى ليبيا

ومع تنامى احتجاجات الربيع العربى، قامت القوات الليبية بعملية سحق وحشية للمتظاهرين مما دفع سكان بعض المناطق لتشكيل ميلشيات عسكرية بدأت فى السيطرة على جزء من أراضى الدولة الليبية، فى الوقت الذى اتهم فيه القذافى تنظيم القاعدة بالمسؤولية عن العنف. 

وقال القذافى لبلير:" معكرتنا ضد القاعدة...نحن لا نحاربهم ..هم يهاجموننا"، من جانبه أكد بلير للقذافى على الحاجة لحوار سلمى مع قادة المعارضة. 

وفى مكالمة هاتفية ثانية شهد النقاش بين الجانبين، منحى خطيرا بعد ان اتهم القذافى بلير الذى كان يعده حليفا سابقا بأنه جزء من مؤامرة لاستعمار ليبيا. 

وقال القذافى لبلير:" ليس لدينا مشكلة، فقط ليتركوننا وشأننا". وأضاف :" إذا كنتم جادين حقا وتبحثون عن الحقيقة ، ضع نفسك على طائرة، وتعالى وانظر للوضع هنا". 

وبعد ان حث بلير القذافى على التنحى، وبدء مفاوضات مع المعارضين قبل تفاقم الوضع، بدأ القذافى فى انتقاده . 

وقال القذافى لبلير:" هؤلاء الناس(المعارضين) هم من غوانتانامو، نحن نعرفهم بالاسم، إنهم يدعمون القاعدة ، هل تدعم انت القاعدة ، هل تدعم الإرهاب". 

من جانبه رد بلير قائلا إنه بالتأكيد لا يدعم تنظيم القاعدة، لكنه حذر من ان استمرار العنف سيدفعه إلى نقطة اللاعودة، مع تزايد الضغوط بشأن التدخل العسكرى فى ليبيا. 

وحث بلير القذافى على إبقاء الخطوط مفتوحة، قبل أن تنقطع المكالمة بين الجانبين دون ان يتلقى ردا على دعوته. 

وكشفت رسائل بريد إليكترونى أفرجت عنها وزارة الخارجية الأمريكية فى أكتوبر الماضى، مقاطع من مكالمات القذافى مع بلير والتى أجراها معه خلال الثورة الليبية.

وأدان العالم نظام العقيد القذافى، بعد أن أطلقت قوات الأمن الليبية النار على حشود من المتظاهرين الليبين، مما دفع الأمم المتحدة لاتخاذ قرار ضد ما اسمته بأنه انتهاك منظم وجسيم لحقوق الانسان فى ليبيا. 

وبعد مكالمة بلير وافق مجلس الأمن الدولى، على قرار بتجميد أصول القذافى، وحظر سفره وإحالة حكومته إلى المحكمة الجنائية الدولية.

نقلا عن أ.ف.ب