أكد أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح دعم الكويت لاستقرار لبنان وحرصها عليه ووقوفها إلى جانبه، وأن العلاقات بين البلدين هي أكثر من أخوية، والدليل على ذلك هو الرحلات الجوية الكثيفة بين البلدين (بمعدل ثلاث رحلات يوميًا)، معتبرًا ذلك دليل على تآخي الشعبين وعلاقتهما المميزة. جاء خلال استقبال الشيخ الصباح الرئيس الجميل والنائب سامي الجميل، في حضور الوزير السابق الشيخ علي الخليفة الصباح ومسؤولين ومستشارين للأمير، حيث تم تداول مجريات الأمور الإقليمية، وتطورات الوضع السوري، والمآسي التي خلفتها الحرب المستمرة منذ عامين. وأشار رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس أمين الجميل إلى أن "النموذج الكويتي في الديموقراطية يمكن البناء عليه لترسيخ قيم الحرية في العالم العربي". وقال بيان كتائبي أن "تداعيات الأزمة السورية على لبنان من النواحي الاقتصادية، السياسية، الأمنية والإنسانية، قد نوقشت في اللقاء، إضافة إلى المساهمة الإيجابية للكويت في مشاريع تنموية عدة في لبنان". وقال الرئيس الجميل بعد اللقاء "لمست تفهمًا كبيرًا لدى أمير الكويت للوضع الداخلي اللبناني، سيما وأنه ليس غريبًا عن لبنان، وكان رئيسًا للجنة العربية لمعالجة الأزمة اللبنانية، عشية اتفاق الطائف، وهو ملم تاليًا بتعقيدات الوضع في بيروت". وأضاف الجميل قائلاً "إن اللقاء كان مناسبة لتأكيد الروابط التاريخية بين البلدين، وضرورة التعاون بينهما في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها العالم العربي، والتي لن توفر أي نظام عربي في ما لو تفاقمت الأوضاع"، مشددًا على أن "ما يجري في سورية أمر غير مقبول، سواءًا إنسانيًا أم سياسيًا أو اقتصاديًا، وتترتب عليه نتائج خطرة جدًا على العالم العربي، وأن التغيير نحو الديموقراطية لا بد من أن يترافق مع المصالحة، وإرساء أسس الحياة الديموقراطية والحرية، وترسيخ السلم الأهلي، للانطلاق معًا نحو المستقبل". وأوضح أن "الديموقراطية ليست بالضرورة نسخة طبق الأصل للديموقراطية في الغرب، بل هي تقتضي احترام حقوق الأخرين وبعضنا البعض"، معتبرًا أن "عنوان الربيع العربي يجب أن يبقى فعلاً عنوانًا للربيع، لا أن تتحول إلى ديكتاتوريات أخرى مقنعة تتهدد حرية الشعوب"، ومشيرًا إلى أن "النموذج الكويتي في الديموقراطية يمكن البناء عليه لترسيخ قيم الحرية في العالم العربي". وأوضح أن "ما جرى من تعرض للمشايخ أمر مرفوض تمامًا، وأن ممارسات كهذه ستؤدي إلى تسعير مناخات الفتنة، والإخلال بالعيش المشترك، وتاليًا تجييش الصراع، وهذا لا يخدم أي طرف، الأمر يقتضي وضع حد له، والدعوة إلى ضبط النفس، ومعالجة الأمور بالروية والهدوء، وترك الأمور في عهدة القضاء والقوى الأمنية والعسكرية لمعالجتها، خشية أن تتطور إلى مزيد من الاشتباكات الميدانية المدانة، ولبنان في غنى عنها". وزار الرئيس الجميل والنائب سامي الجميل ولي العهد نواف الأحمد الجابر، وكذلك وزير الإعلام الكويتي الشيخ محمد عبد الله المبارك، وكانت جولة أفق في العلاقات بين البلدين، وأخر التطورات في العالم العربي. يذكرأن الرئيس أمين الجميّل قد بدأ، الأحد الماضي، زيارة رسمية إلى الكويت، للقاء أمير الكويت صباح ألاحمد الصباح، واجتمع مع رئيس مجلس الأمة الكويتي علي فهد الراشد، كما التقى أيضًا شخصيات وهيئات كويتية في مختلف القطاعات.