بدأت صافرة شرطي المرور في مقديشو تعلو فوق صوت الرصاص وهدير المدافع، وعاد رجال الشرطة ينتشرون في تقاطعات مقديشو لتثبيت وجودهم من جديد. ويرصد رجال الشرطة المخالفات المرورية للتقاطعات الرئيسية في العاصمة، حيث تتجول سيارات ودراجات شرطي المرور في مقديشو تعقبًا للمخالفين، والسيارات التي تخرج عن نظام المرور. ويقول العقيد علي حرسي، لوسائل الإعلام المحلية، إن شرطة المرور في حاجة إلى الحصول على دعم مادي ومعنوي، لإعادة أنظمة المرور إلى شوارع العاصمة، التي لم تطبق طيلة الأعوام الماضية، مشيرًا إلى أن "هناك تحديات تواجهها شرطة المرور، ومنها استخدام السلاح للهرب من الزحام المروري في مقديشو، والهروب من رجال الشرطة، وذلك بعدما تزايد عدد السيارات المستخدمة في المدينة". ومع غياب أجهزة حديثة لضبط المرور في مقديشو وتزايد السيارات المستخدمة في الشوارع، يضطر رجال الشرطة أحيانًا لاستخدام القوة، بغية إخضاع بعض المخالفين لأوامرهم، حيث لا يفرقون بين قوات الأمن، والسيارات العامة، ناهيك عن مدرعات القوات الأفريقية في مقديشو. ويتواجد في الشوارع الرئيسية رجال المرور، الذين ينظمون سير وسائل النقل في المدينة، ويواجهون متاعب جمة، بسبب عدم معرفة معظم السائقين لقيادة السيارات احترافيًا، حيث أن معظمهم ولدوا بعد فترة سقوط الحكومة المركزية، عام واحد وتسعين من القرن الماضي. وبدأت الحكومة الصومالية تشكيل شرطة المرور، في أعقاب خروج مسلحي "حركة الشباب" من مقديشو، هذا إلى جانب وضع إشارات المرور، وعلامات الطرق في بعض التقاطعات الرئيسية في العاصمة، لكن السائقين الجدد لم يتأقلموا بعد مع الأنظمة الجديدة للمرور، فضلاً عن أن آخرين يتجاهلونها، لأنهم يعرفون أن شرطة المرور لا تستطيع محاسبتهم. وعلى رغم  من ذلك، تعاني الشرطة من نقص شديد في العدد والعتاد، حيث يبلغ عددهم حوالى 140 شخصًا فقط، ولا يملكون أجهزة حديثة، ووسائل نقل، لضبط ومواجهة المخالفين لأنظمة المرور في شوارع العاصمة.