أبدى زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر، الخميس، قلقه من الوضع الأمني المتدهور في العراق، وفيما دعا إلى تعاون الكتل السياسية والجهات الأمنية لإنهاء التردي الأمني، أكّد مبعوث الأمم المتحدة في العراق استعداد المنظمة الدولية لمساعدة العراق في الأمور الإصلاحية، ناصحًا السياسيين بالابتعاد عن التصريحات المتشجنة والطائفية، والتركيز على التحديات التي يواجهها الناس يوميًا. وأوضح الصدر، في مؤتمر صحافي مشترك مع مبعوث الأمم المتحدة، في مكتبه في منطقة الحنانة، في محافظة النجف، أن "الوضع الأمني مقلق بالنسبة لنا في العراق، ولابد من تعاون ووحدة الكتل السياسية والجهات الأمنية، بغية إنهاء التردي الأمني، من أجل الشعب وفائدته وأمنه". من جهته، بيّن مبعوث الأمم المتحدة نيكولا ميلادينوف أنه "ناقشنا إجراء الانتخابات المقبلة، والحاجة إلى إجرائها في موعدها، بطريقة ملائمة، وكذلك التحديات الاجتماعية، التي يواجهها المجتمع العراقي، والدعم الذي يمكن أن تقدمه الأمم المتحدة في التغلب على هذه التحديات"، مبينًا أن "العراق ثري بموارده الطبيعية والبشرية، ونحن مستعدون لتقديم المساعدة في كل العمليات الإصلاحية في البلاد". وأضاف ميلادينوف أن "الأمم المتحدة لا تتدخل في الأمور الداخلية للعراق، والشعب العراقي يمكن أن يفوز، إذا امتنعت قياداته السياسية عن التصريحات المتشنجة والطائفية، وركزت على التحديات التي يواجهها الناس يوميًا، والتعاون في مجال الأمن والخدمات الاجتماعية، والتعاون بشأن مستقبل العراق". وعن الحرب سورية، وتأثيرها على الوضع العراقي، أشار ميلادينوف إلى أنه "من الواضح أن الوضع في سورية يؤثر على العراق سلبًا، والجهود المبذولة، بغية التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، ستكون ذات تأثير ايجابي على الوضع العراقي"، مشدّدًا على "ضرورة أن يقوم العراق بتقوية دفاعاته الداخلية أمام التأثيرات الخارجية، ومنها المجالات الأمنية والسياسية والاجتماعية". ويعد هذا اللقاء بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ومبعوث "يونامي" في العراق نيكولا ميلادينوف هو الأول منذ تسلم الأخير مهام منصبه في العراق، خلفًا للألماني مارتن كوبلر، الذي عُيّن، أخيرًا، مبعوثاً خاصاً لدى جمهورية الكونغو الديمقراطية.