طرابلس - فلسطين اليوم
استنكرت حكومة الوفاق الوطني الليبية، الأحد 19 يونيو/حزيران، هجوما شنته جماعة مسلحة حديثة العهد على وحدات عسكرية بشرق البلاد بالقرب من منشآت نفطية.
واندلع القتال جنوبي مدينة أجدابيا الساحلية، يوم السبت، بين كتائب موالية لحكومة شرق ليبيا وجماعة تطلق على نفسها اسم سرايا الدفاع عن بنغازي.
وقال أكرم بوحليقة، الناطق باسم غرفة عمليات أجدابيا، إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب عشرة آخرون.
وتتألف سرايا الدفاع عن بنغازي، في معظمها، من مقاتلين أجبرتهم قوات خليفة حفتر الموالي لحكومة الشرق على التراجع، في وقت سابق من هذا العام.
ويشن حفتر، منذ عامين، حملة في بنغازي على إسلاميين بينهم تنظيم "داعش" وخصوم آخرين.
ويكتسب الاستنكار، من حكومة الوفاق الوطني الليبية، أهمية خاصة لأن جهات في شرق البلاد تعتقد أن الحكومة، التي تعاني من انقسامات في قيادتها، تساند الجماعات ذات الميول الإسلامية.
ويهدد الهجوم الذي يستهدف منطقة على مقربة من أجدابيا (تبعد مسافة قصيرة عن ثلاثة مرافئ نفطية وشمالي حقول نفط رئيسية) بفتح جبهة جديدة في الحرب بين القوى العسكرية التي تدعم الحكومتين المتنافستين المتمركزتين في طرابلس وفي شرق البلاد منذ العام 2014.
وتسعى حكومة الوفاق الوطني، منذ مايو/أيار، إلى أن تحل محل البرلمانين والحكومتين المتنافستين وإلى دمج الكتائب الليبية في قوات الأمن الشرعية وبينها القوات الموالية لحفتر.
وقال المجلس الرئاسي الليبي، في بيان، على صفحة مكتبه الإعلامي على موقع فيسبوك إنه "إذ يدين بأشد العبارات هذا الفعل الإرهابي فإنه يحمل المسؤولية كاملة (عن الهجوم) لقيادة وعناصر هذه الميليشيات ومن يأتمرون بأمرها".
وأضاف البيان: "هذه الميليشيات التي جاءت لنجدة فلول الإرهابيين من تنظيم الدولة (داعش) في مدينة أجدابيا وبنغازي والذين تلاشت وخرّت قواهم أمام ضربات جيشنا الباسل والقوات المساندة له".
وقال أحد السكان إن الاشتباكات تجدّدت يوم الأحد.
وما زالت القوات المسلحة الليبية منقسمة في أعقاب الاضطرابات السياسية التي تلت الإطاحة بمعمر القذافي في العام 2011.
وأنشأ تنظيم الدولة الإسلامية معاقل له في أجزاء من البلاد منذ العام 2014، وهو ينشط بين بنغازي ومدينة سرت التي تعد أحد معاقله الساحلية وتبعد نحو 380 كيلومترا إلى الغرب.
ولكن، في الأسابيع الأخيرة تراجع التنظيم المتشدد إلى وسط سرت بعد تقدم القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني من مدينة مصراتة في غرب البلاد.
وأجبر حرس المنشآت النفطية، وهو قوة منفصلة تسيطر على مرافئ النفط قرب أجدابيا ومؤيدة لحكومة الوفاق الوطني، مقاتلي التنظيم المتشدد على التراجع إلى شرق سرت.
وقال متحدث باسم الحرس إن الاشتباكات التي اندلعت في الآونة الأخيرة لا تهدد بشكل فوري المنشآت النفطية لكنهم مستعدون لحمايتها عند الضرورة.