نيويورك - فلسطين اليوم
أدان مسؤول كبير في الأمم المتحدة مقتل 22 طفلًا على الأقل وأربع نساء في غارة جوية جديدة شنّها التحالف بقيادة السعودية على اليمن، الخميس.
وكان النساء والأطفال يحاولون الهرب من القتال الدائر في منطقة الدريهمي جنوب ميناء الحديدة عندما استهدفت الغارة حافلتهم، الخميس.
وقال مارك لووك، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إن غارة أخرى ,الخميس قتلت أربعة أطفال آخرين.
يأتي ذلك بعد أسابيع من مقتل أكثر من 40 طفلًا في غارة جوية استهدفت حافلتهم شمال محافظة صعدة أوائل هذا الشهر.
ولم يُعلّق التحالف الذي تقوده السعودية، الذي يدعم الحكومة اليمنية في الحرب ضد المسلحين الحوثيين، على الأنباء بشأن الهجوم الأخير.
ويصّر التحالف على أنه لا يستهدف المدنيين عمدًا، لكن جماعات حقوقية تتهمه بقصف الأسواق والمدارس والمستشفيات والمناطق السكنية.
وأكد لووك، في بيان الجمعة، أن الضحايا كانوا يفرّون من أعمال العنف الدائرة حول ميناء مدينة الحُديدة التي يسيطر عليها الحوثيون.
وجدد لوك دعوته لفتح تحقيق نزيه ومستقل في الغارات الجوية التي تُشنّ على اليمن. واتهم تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش، في اليوم ذاته، التحاف بقيادة السعودية بالتخاذل في فتح تحقيق "يتمتع بالمصداقية" في مثل هذه الحوادث.
وأدانت الغارة منظمتا الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" وانقذوا الأطفال وغيرهما من المنظمات الدولية.
وشنت القوات المدعومة من السعودية عملية عسكرية لاستعادة الحديدة، في يونيو/حزيران، وسط تحذيرات من منظمات المساعدات من وقوع كارثة إنسانية.
و تُعد الغارات الجوية في اليمن أمرًا غير جديدًا، لكن الغارة التي استهدفت حافلة الأطفال أثناء خروجهم في نزهة في التاسع من أغسطس/آب الجاري أثارت موجة انتقادات وإدانات دولية شديدة.
وكانت الحافلة متوقفة في سوق عندما ضربتها غارة جوية مما أسفر عن مقتل العشرات.
وتنتقد منظمات حقوق الإنسان دور الحكومات التي تمد السعودية بالسلاح، وذلك بعدما ذكرت الأمم المتحدة أن القنبلة المستخدمة في الغارة أمدت الولايات المتحدة السعودية بها.
ويتلقى التحالف، الذي يقاتل الحوثيين، دعمًا لوجستيًا واستخباراتيا من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
ودافع وزير الخارجية البريطاني، جيرمي هانت، عن علاقات بلاده مع السعودية التي وصفها بأنها "حليف عسكري مهم جدًا جدًا".
يشهد اليمن دمارًا واسعًا بسبب صراع تصاعدت حدته أوائل عام 2015 عندما سيطر الحوثيون على جزء كبير غربي البلاد، وأجبروا الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، على الفرار إلى الخارج.
و تدخلت الإمارات والسعودية وسبع دول عربية أخرى في محاولة لإعادة الحكومة بعد إحكام الحوثيون السيطرة على العاصمة صنعاء.
وقتل نحو 10 آلاف شخص، ثلثهم من المدنيين، وأصيب 55 ألفًا أخرون في القتال، بحسب الأمم المتحدة.
وبات أكثر من 2 2 مليون من اليمنيين في حاجة ماسة إلى المساعدة الانسانية، ونحو 11 مليون منهم من الأطفال ويعاني 400000 منهم سوء تغذية حاد جراء القتال والحصار الجزئي الذي يفرضه التحالف بقيادة السعودية، كما تسبب تفاقم الأوضاع في أكبر حالة طوارئ في الغذاء في العالم، وأدى إلى تفشي مرض الكوليرا الذي يعتقد بأنه قد أصاب مليون شخص في اليمن