أعلن مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ محمد رشيد قباني مساء الجمعة تسليمه دار الفتوى السبت أمانة لدى العلماء المسلمين السنة في خطوة لم تشهدها الدار من قبل. فيما اعتبرتها المراجع الإسلامية، استباقًا لانتهاء المهلة التي حددها له رؤساء الحكومات السابقين في اجتماع لهم ورئيس الحكومة الحالي الوصي على هذه الدار، فيما احتفظ بموقع المفتي للجمهورية وكان المفتي قد رأس مساء الجمعة  العلماء المسلمين الذين عقدوا اجتماعهم في دار الفتوى، وقال لهم "هذه محنة يمر فيها المسلمون السنة في لبنان، وليعلم جميع المسلمين أن العلماء هم القادة، وعليهم أن يعلموا أن الدين ينبغي أن يكون في الأمام وكلهم يسيرون وراءه، لأنهم ليسوا مسلمين إلا بهذا الدين، والعلماء هم ورثة الأنبياء، لقد حافظت طوال السنوات التي مضت على دار الفتوى وعلى موقعها، وعلى رسالتها وعلى دورها، ولكن من نجا في هذه الدنيا التي هي دار الأكدار". وأضاف "بعد الاتكال على الله سبحانه وتعالى، أعلن الآن أنني أسلم دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية من صبيحة الغد إلى جميع العلماء المسلمين في لبنان، وأبقى أنا في موقعي "مفتي الجمهورية اللبنانية" خادماً لهؤلاء العلماء في المدة الباقية من ولايتي، سواء انتهت ولايتي بانتهاء الأجل، وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم "وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابًا مؤجلا"، وقال تعالى "وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت، إن الله عليم خبير". أيها الأخوة العلماء، إنني أسلمكم دار الفتوى منذ هذه اللحظة، والسبت أسلمكم إدارتها، تحت إشراف أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية، الشيخ أمين الكردي ومدير عام الأوقاف الشيخ، هشام خليفة والأمين العام للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الشيخ يوسف إدريس ومدير الشؤون الإدارية الشيخ صلاح فخري، وإنني سأتواجد يوميًا سواء في منزل الإفتاء أو في دار الفتوى، حسب الظروف التي نمر بها، لأعاونكم على إدارة دار الفتوى، وأنتم منذ اليوم تجتمعون في دار الفتوى وتتداعون، ولكني أقول كلمة الحق عن جميع المسؤولين السياسيين الذين لا يلتزم بعضهم بقرار مفتي الجمهورية اللبنانية الرئيس الديني للمسلمين في لبنان ورئيس المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى والمرجع الأعلى للأوقاف الاسلامية، للذين لا يلتزمون أقول لهم كما قال الله تعالى في القرآن الكريم "إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يومًا ثقيلا". وفي أول رد فعل للعلماء رفضوا طلب المفتي وناشدوه بعد اجتماع طارئ في دار الفتوى الخامسة مساء  الجمعة في حضور أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية، المدير العام للأوقاف الإسلامية، الأمين العام للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، وعدد من مفتي المناطق وبعض أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى وقضاة الشرع وأئمة وخطباء المساجد، واعتبروا أن المفتي هو وحده المؤتمن على الدار. وبعد الاجتماع تلا أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ أمين الكردي بيانًا جاء فيه "تتعرض الطائفة الإسلامية السنية في لبنان إلى حملة منظمة بالإساءة والتحريض والنيل من مقامها الديني والوطني، وإن العلماء يحذرون من المساس بموقع مفتي الجمهورية والتطاول عليه، ولن يسمحوا لأي جهة كانت أن تنال من كرامة العلماء، وأكدوا "التزامهم بالدعوة التي وجهها مفتي الجمهورية لانتخاب مجلس شرعي جديد بعد أن انتهت ولاية المجلس السابق"، ورأوا أن "من يعرقل عملية الانتخاب له غايات وأهداف أصبحت معروفة لدى الجميع وتصب في غير مصلحة الطائفة السنية". وأضاف البيان"أكد العلماء أن مفتي الجمهورية هو الأمين على دار الفتوى والمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى وكل المؤسسات الدينية الإسلامية، وهو صاحب القرار بناء لصلاحياته حسب المرسوم الاشتراعي 18 في دعوة الهيئة الناخبة لانتخاب مجلس شرعي جديد في 14 نيسان/أبريل المقبل 2013"، ويؤكد العلماء "التصدي بقوة لكل من يتجرأ بالتعرض لهذه المرجعية الدينية والوطنية التي ستبقى عامل جمع ووحدة بين المسلمين". وطالب العلماء "أصحاب الدولة رؤساء الحكومات، بتحمل مسؤولياتهم للحفاظ على وحدة الطائفة".