قال أصحاب أنفاق تهريب، في جنوب قطاع غزة، إن الحملة الأمنية المصرية التي تستهدف الأنفاق المستخدمة في نقل البضائع من مصر للقطاع، تسببت بتوقف شبه كلي لعملها. ويواصل الجيش المصري منذ عدة شهور هدم الأنفاق بين مصر وغزة، باعتباره إحدي المهام الرئيسية للعملية العسكرية "نسر" التي بدأت في أغسطس الماضي عقب هجوم شنه مسلحون مجهولون على إحدى نقاط الجيش المصري في مدينة رفح، شمال شرق، وراح ضحيته 16 جنديًا من حرس الحدود المصري. وذكروا في تصريحات لمراسل وكالة الأناضول في غزة، أن الجيش المصري ماضٍ بقوة، في حملته الهادفة لإغلاق الأنفاق عبر "ضبط وملاحقة المُهربين، وإغراق الأنفاق بالمياه، والبحث عنها بواسطة حفّارات كبيرة. وأدت تلك التشديدات الأمنية – بحسب أصحاب الأنفاق – إلى توقف أكثر من 80 % منها عن العمل، مشيرين إلى أن الأنفاق التي تستمر بالعمل هي أنفاق تهريب "المحروقات ومواد البناء وبعض السلع الأخرى كالأسماك والدقيق والسكر". وتعتبر هذه الأنفاق المنفذ الوحيد الذي يتنفس منه قطاع غزة اقتصاديًا، عقب تشديد إسرائيل الحصار عليه منذ يونيو 2007. ويقول مالك أحد الأنفاق، ويدعى أبو محمد، ( رفض ذكر اسمه لحساسية طبيعة عمله): "كثفت القوات المسلحة المصرية من مخابرات وجيش وحرس حدود، من حملتهم الأمنية مُنذ نحو أسبوعين على المنطقة الحدودية القريبة من غزة، فشملت نصب حواجز طيارة وإرجاع الشاحنات المحملة بالبضائع، وضخ مياه داخل الأنفاق، والبحث عن أخرى بواسطة الحفارات..".