رفض إمام مسجد "التقوى" في مدينة طرابلس اللبنانية، الشيخ السلفي سالم الرافعي، أن يتهم أحدًا في محاولة اغتياله، ولا سيما أبناء جبل المحسن العلوي، قائلا إن الرصاصة التي أخطأته، انطلقت من سلاح مجهز بكاتم للصوت عن بعد مائتي متر من المسجد. وقال الشيخ الرافعي، في مؤتمر صحافي انعقد قبل ظهر الثلاثاء، في مكتبه شرح خلاله تفاصيل تعرضه لإطلاق نار أثناء خروجه من المسجد، فقال "أحببنا أن نعقد هذا المؤتمر الصحافي لنبين للرأي العام ما جرى الإثنين، عادة هناك درس أسبوعيًا لنا في مسجد التقوى، يشارك فيه الشيخ زكريا المصري حفظه الله نتناول فيه الأحكام الفقهية، والموعد هو بين المغرب والعشاء، وبعد أن انتهينا من صلاة العشاء، وكنت أهم بالخروج من المسجد، وكان بعض الشباب قد سبقني خارجًا، فإذا بأحدهم يسمع صوت أزيز تبين له أنه أزيز رصاصة خرجت من سلاح كاتم للصوت، فإندفع باتجاهي وطلب مني أن أخرج من الباب الخلفي، وسارع بعض الناس إلى إتهامات معينة، لذلك أحب أن أبين أننا لا نتهم أحدًا في ما جرى ولا نحمل المسؤولية إلى أحد، وبخاصة أبناء جبل محسن، فالله سبحانه وتعالى أمرنا بالعدل والإنصاف، ولا يجوز أن نتهم أحدًا من دون بينة أو دليل، وهذه الحادثة ليست هي المرة الأولى التي يتعرض فيها مسجد التقوى لهكذا أحداث، وما جرى يندرج في إطار رسالة موجهة إلى مسجد التقوى، فمنذ شهر أيضًا، أطلقت رصاصة من كاتم للصوت بجانب مؤذن المسجد، وحاولنا قدر الإمكان التكتم على الأمر حتى لا تحدث بلبلة، ولكن لما تكررت الحادثة الإثنين، أحببنا أن نصرح بهذا إلى الإعلام". وأضاف إمام "التقوى"، "هذه رسالة موجهة إلى المسجد لسبب موقفه من نصرة الثورة في سورية، ونقول للجميع، إذا كان المقصود مما جرى هو حملنا على التراجع عن نصرة تلك الثورة، فإن ما جرى لن يزيدنا إلا تصميمًا على نصرتها، وإننا نعلن لإخواننا في سورية أننا مستعدون لفداء ثورتهم بأموالنا ودمائنا وأرواحنا مهما كلف الثمن، لا لشئ إلا لأنها ثورة المظلوم ضد الظالم، وكان أولى بالرأي العام العالمي والأمم المتحدة والمؤسسات الإنسانية، أن تسبق إلى نصرة الشعب المظلوم، وإلى إعطاء الشعوب حقها في تقرير مصيرها، لكن برأينا العالم أجمع تخاذل عن نصرة أهلنا في سورية، والسبب أنهم يميلون إلى الإسلام وعادوا إلى دين النبي، فنقم عليهم الناس، لذلك لا يمكن أن نتخلى عن ثورة مظلوم، وثورة شعب مضطهد مهما كلف الثمن، أما إذا كان ما جرى المراد منه إحداث بلبلة وفتنة بين أهل البلد، فإننا بعون الله لن ننجر إلى فتنة، وحريصون على السلم الأهلي، وكثير من الأحداث تعرض لها المسجد، ونحن منذ شهر أيضًا تعرض موكبنا إلى اعتداء عند عودتنا من ساحة الشهداء في بيروت، وحاولنا التكتم عما جرى حتى لا تحدث فتنة أو بلبلة في البلد، وحريصون على السلم الأهلي، لكن نؤكد أن حرصنا على السلم الأهلي لن يكون على حساب كرامتنا ولا كرامة العلماء والمشايخ، ونسأل الله تعالى أن يمنّ على بلدنا لبنان بالأمن، وأن ينصر شعبنا في سورية، إنه على كل شىء قدير". وردًا على سؤال عن نتائج التحقيق، أفاد الرافعي "لقد أشرف بعض القادة الأمنيين في التحقيق على ما جرى الإثنين، وتبين أنها رصاصة أطلقت من نحو مائتي متر تقريبًا من كاتم للصوت، وأنا أعتقد أن المقصود ليس إصابتي شخصيًا، إنما المقصود بها إصابة المسجد لبث الذعر في أوساط الشباب لينفضوا عن نصرة مسجد (التقوى)"، مضيفًا "إننا لم نرسل شبابا إلى سورية، وكل الذي فعلناه هو تقديم الدعم إلى أهلنا النازحين من مساعدات إنسانية، أما غيرنا فأرسل الخبراء والقوى المجندة للقتال في سورية، ومع هذا نحن استنكرنا هذا التدخل، لأنه يجر البلد إلى فتنة وإلى صراع طائفي ومذهبي، ولكن أن يحمل هذا بعض الناس بسبب موقف إعلامي وإنساني منا على قتلنا وتخويفنا، فهذا قد بلغ المدى وتجاوز الحد، وهنا لا أريد أن أتهم الطرف الآخر، فموقفنا اقتصر على النصرة الإغاثية والإنسانية، وأبين أن أهلنا في سورية هم الذين قالوا لنا لسنا بحاجة إلى رجال، وعندهم رجال كفاية بإذن الله، ولكن الآخرين من شركائنا في الوطن شاركوا بكل ما أوتوا من قوة، وأرادوا استدراج المعركة إلى داخل لبنان، وهذا ما نرفضه بقوة، دخل شباب من عندنا إلى داخل سورية ولا ننفي ذلك، ولكن لم يكن ذلك بإذن المشايخ ورجال الدين أو بعلمهم، وكان هذا العدد محدودًا مقابل العدد الهائل الذي يدخل إلى سورية بدعم من شركائنا في الوطن".