الأمين العام لحزب “جبهة التحرير الوطني” الحاكم في الجزائر-عمار سعداني

شن عمار سعداني، الأمين العام لحزب “جبهة التحرير الوطني” الحاكم في الجزائر، هجوماً حاداً على رئيس الاستخبارات العسكرية السابق، محمد مدين المعروف باسم “الجنرال توفيق”، وذلك رداً على اعتراض الأخير على حكم قضائي بالسجن خمسة أعوام ضد رئيس وحدة مكافحة الإرهاب سابقاً، الجنرال حسان.

ووصف سعداني خلال مؤتمر صحافي عقده عقب اجتماعه بمحافظي الحزب في الولايات الجزائرية، الجنرال توفيق، بـ”الغريق”، متهكماً من “صمته على الملفات المشبوهة وسجن الكوادر ظلماً وبهتاناً بسبب تقارير استخباراتية اتضح أنها ملفقة”، على حد قوله.

ويقول مراقبون إن “الرد العنيف لعمار سعداني على أول ظهور إعلامي لكبير الجنرالات المتقاعد، يحمل الموقف الرسمي لجهاز الرئاسة، على اعتبار أن الأول مدعوم من السعيد بوتفليقة شقيق رئيس الجمهورية وكبير مستشاريه في القصر الرئاسي”.

وكان الرئيس الجزائري أحال الجنرال توفيق على التقاعد في 13 أيلول/ سبتمبر الماضي. وبسط الأخير هيمنته على سرايا الحكم في الجزائر لنصف قرن، وكان يُعرف بأنه “صانع الزعماء والرؤساء”.

يذكر أن عمار سعداني وصل إلى قيادة الحزب الحاكم في البلاد بتزكية من شقيق رئيس الجمهورية إبان فترة شهدت غضب الرئاسة على رئيس الحكومة السابق عبد العزيز بلخادم الذي كان يشغل منصب الأمين العام للحزب قبل عزله من الحياة السياسية وإقالته من منصبه كوزير مستشار لبوتفليقة في أواخر آب/ أغسطس 2014.

وأشيع حينها أن بلخادم أسرّ لمقربين منه أنه الأحق بخلافة بوتفليقة ممن هم في الساحة، وعندما وصل حديثه لرئيس الجمهورية، أمر بطرده من السلطة وحرمانه من كل الوظائف الحكومية والسياسية، ليأتي بعدها عمار سعداني، الذي يحسب له أنه أول مسؤول سياسي طالب بإنهاء هيمنة الجنرال توفيق على مفاصل الدولة.

ويؤكد سعداني أن عبد العزيز بوتفليقة “استعاد صلاحياته الدستورية، وصار مصدر القرار في البلاد” بعدما كان يشكو من هيمنة العسكر على الحكم، لكن أطرافاً سياسية تعتقد أن الحديث عن الدولة المدنية “مجرد كلام موجه للاستهلاك الإعلامي ولا وجود له على الأرض”.