قدّم المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللبناني، اللواء أشرف ريفي، قائمة بالإنجازات التي تحققت منذ أن تولى مهامه الأمنية قبل ثماني سنوات، تضمنت تفكيك 33 شبكة من شبكات العدو الإسرائيلي، إضافة إلى مواكبة عمل المحكمة الخاصة في لبنان التي تحقق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والجرائم المرتبطة بها، فضلًا عن ما تحقق على مستوى تطوير الأمن العام وتجهيزه وتعزيزه بالكفاءات. جاء ذلك في حفل تخريج 71 ضابطا إختصاصيا أقيم،السبت، في قاعة الشرف في ثكنة المقر العام لقوى الأمن، وتتمثل تخصصات المتخرجين في مجالات: الطب، الصيدلة، الهندسة، المعلوماتية، الإدارة، الموسيقى من الذكور 43 ضابطا ومن الإناث 28 ضابطا، وتم تعينهم في مديريتي قوى الأمن الداخلي والأمن العام، الذين خضعوا لدورة تدريبية في معهد قوى الأمن الداخلي - الوروار، في حضور المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، المدير العام لقوى الأمن الداخلي بالوكالة العميد روجيه سالم، قادة الوحدات، وعدد من كبار ضباط قوى الأمن الداخلي والأمن العام والضباط المدربين، وقد سميت الدورة بـ " دورة القلم والسيف". وقال ريفي " نلتقي وإياكم اليوم لنحتفل معا لمناسبتين مهمتين، الأولى: هي الاحتفال بتسليم الشهادات لعدد من الضباط الاختصاصيين الذين أنهوا دورتهم التأسيسية لصالح قوى الأمن الداخلي والأمن العام،  أما المناسبة الثانية فهي تسليم علم قوى الأمن الداخلي إلى صديقي ورفيق دورتي العميد روجيه سالم وذلك لمناسبة إحالتي إلى التقاعد. وأضاف: "المناسبة مهمة كونها تأتي في إطار تطبيق القانون وفي إطار احترام شريعة الحياة التي تقول أن "لا أحد دائم إلى الأبد"، "فلو دامت لغيرك لما وصلت إليك"، نعم إنها مناسبة مهمة ومطمئنة كوني أسلم علم هذه المؤسسة العريقة إلى صديق أعرفه كما أعرف نفسي فنحن أبناء دفعة واحدة، قضينا معا أربعين عامًا في الحياة العسكرية. إنه ابن هذه المؤسسة وابن هذا الوطن، أعرفه كما أعرف نفسي، أثق به كما أثق في نفسي، أسلمه الراية اليوم وأنا مرتاح الضمير". وتابع: "لثماني سنوات خلت، تسلمت راية هذه المؤسسة العريقة وكانت يومها أشبه بشرطة تقليدية تعاني من نقص وانعدام في التجهيزات وفي التدريب التخصصي. يومها كان لبنان يتعرض لأبشع مسلسل إجرامي استهدف خيرة من رجاله ومؤسساته. لقد بدأت طلائع هذا المسلسل الإجرامي بمحاولة اغتيال الشهيد الحي الوزير مروان حمادة الذي حماه الله، تلتها " جريمة العصر" التي استهدفت الشهيد الرئيس رفيق الحريري رحمه الله. لقد شكلت هذه الجريمة مفصلا وبداية لتحول كبير في حياة لبنان السياسية والأمنية، بعد ذلك تتالت الجرائم، إلى أن كان أخرها، جريمة اغتيال شهيدنا البطل، اللواء وسام الحسن، رحمه الله، وآمل أن تكون آخ4=ع74 جرائم هذا المسلسل الذي كانت حصيلته 13 جريمة اغتيال وسبع محاولات اغتيال و43 تفجيرًا إرهابيًا، ما أدى إلى سقوط 105 شهداء و 742 جريحًا، لقد كانت هذه الحصيلة ثقيلة، وثقيلة جدًا على لبنان". وقال المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في كلمته، "نحتفل اليوم بانتهاء المرحلة التأسيسية، مرحلة التنشئة العسكرية، حيث اكتسبتم المزيد من العلوم والمعارف العسكرية والإدارية لولوج الحياة العسكرية في الأمن العام من بابها العريض، وتنتقلوا حينها من الشأن الخاص الى رحاب العمل العام حيث لا طائفية ولا مذهبية ولا مناطقية. وأضاف: "إن أمن اللبنانيين والمقيمين على أرضنا هو حق لكل هؤلاء، وهو واجب علينا تأديته في مواقع الخدمة والمسؤولية التي نشغلها في الداخل وعلى الحدود وأينما وجدنا، ولكن لن يكون هناك تساهل ولا تجارة بكرامة الوطن، ولا على حساب سيادته وقوانينه مهما ارتفعت الأصوات التي تحاول تشويه صورة مؤسساتنا الوطنية. وتابع: "إن الملفات التي يواجهها لبنان، في هذه الأيام كثيرة ومتشعبة، على كل المستويات الأمنية والسياسية الاقتصادية وخصوصا الإنسانية منها، كملف المخطوفين اللبنانيين في أعزاز وفي نيجيريا وما بقي من ملف تلكلخ، إضافة إلى انعكاسات الأزمة السورية بكل وجوهها على الواقع الداخلي، كل ذلك يفرض علينا التعاطي بكل جهد لإيجاد الحلول المناسبة التي تصب في مصلحة الوطن". وقال: "أيها الضباط المتخرجون، أوصيكم، وانتم تلجون باب الأمن العام، أن تعوا أهمية المرحلة التي تعبرونها، وحجم المهمة التي ستقومون بها، متسلحين بالمزيد من الخبرات والعلم والمعرفة، وتقدروا ما ينتظركم في المستقبل الذي نريده زاهيا مزدهرا وآمنا، لتكونوا على قدر الرهان الذي بناه ويبنيه اللبنانيون على مؤسساتهم الأمنية الرسمية التي تتكامل جميعها لتصب في مصلحة الدولة القوية والقادرة والفاعلة، الدولة الضامنة لأمن لبنان واللبنانيين، وما يقتضيه ذلك من جاهزية نفسية وجسدية وإنسانية وعلمية ومهارة في العمل الأمني للانخراط في سلك الأمن العام من أجل رفع شأنه". ثم ألقى المدير العام لقوى الأمن الداخلي بالوكالة العميد روجيه سالم كلمة أشاد فيها باللواء ريفي وقال: "سيدي، خلال توليكم قيادة هذه المؤسسة عملتم على تطويرها عتادا وتدريبا فنجحتم بشكل لافت، وبصماتكم ستبقى راسخة في سلكنا العريق، سواء من خلال العمران في الأبنية النموذجية التي حققتموها، ورفع مستوى القدرات التقنية ، وإرساء مفهوم الشرطة المجتمعية ومبادىء حقوق الإنسان في التعامل مع المواطنين. وجرى بعد الحفل في باحة ثكنة المقر العام في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي مراسم التسلم والتسلم، بين اللواء أشرف ريفي وخلفه  العميد سالم، وذلك في حضور قادة الوحدات، قادة المناطق، رؤساء الشعب، وعدد من ضباط قوى الأمن الداخلي.